تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - قتادة بن دعامة، الذي روى عنه معمر، وعنه عبد الرزاق في مصنفه، وهذه الرواية معلولة بأن أوثق الناس في قتادة رَوَوا ذلك بذكر عزرة بين قتادة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي. فظهر أن مَعْمَراً خالف أولئك فأسقط عزرة من السند. - وقد تُكُلِّم أصلاً في رواية معمر عن أهل العراق (ومنهم قتادة)، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (ترجمة معمر): (قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حَدَّثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري وابن طاووس، فإن حديثَهُ عنهما مستقيم، فأمَّا أهل الكوفة وأهل البصرة فلا).

3 - وأما طريق ذر الهمداني عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذا لا يصح، قال الإمام أحمد - كما في العلل ومعرفة الرجال (1/ 206) -: (ذر لم يسمع من عبد الرحمن بن أبزى، سمع من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى).

4 - وأما طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه:

فهذه من أقوى الطرق، وجميع رواتها في جميع تفرعاتها ثقات، وهي نصيفة طريق سفيان عن زبيد عن ذر في القوة.

ومتابعة محمد بن المثنى لأحمد، فيها إشكالٌ في عدم ذكر الحسن بن سفيان فيمن سمع من محمد بن المثنى، إلا أن ذلك ممكن، فإن الحسن سمع من طبقة ابن المثنى. وقُلْ مثل ذلك في رواية محمد بن المثنى عن يحيى عن شعبة عن قتادة عن عزرة.

5 - وأما طريق زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذه معلولة، قال الذهبي (الكاشف، رقم 1633): (زرارة عن ابن أبزى في الوتر وعنه قتادة، لم يصح)، وقال في ميزان الاعتدال (2/ 70): (لا يعرف). قال المزي (تهذيب الكمال: 3/ 22، رقم 1966): (زرارة، غير منسوب، عن عبد الرّحمن بن أبْزَى في القِراءة في الوِتر ... وقال غيرُ واحدٍ: «عن قتادة، عن عَزْرَة، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبْزَى، عن أبيهِ»، وهو المَحْفُوظ ... وعَزْرة هو ابنُ عبد الرّحمن بن زُرارة، فَلَعَلَّه قال: عن ابنِ زُرارة، والله أعلم) ا. ه، وجزم ابن حجر (التقريب: 1/ 414) بذلك، قال: (صوابه: عزرة).

فإن كان ذلك كذلك، كان عزرةُ رَوَى عن عبد الرحمن بن أبزى، وهذه رواية مرسلة، إذ لم يلقَ عزرةُ أحداً من الصحابة، فهو - كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 11، رقم 4576) - من السادسة، وهذه الطبقة تعني عنده: الذين عاصروا صغار التابعين، ولكن لم يلقوا أحداً من الصحابة.

ثالثاً: دراسة الأسانيد التي فيها: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:

وهذه مرسلة - مثلما ذكر النسائي -، فإن عبد الرحمن بن أبزى (أبا سعيد) مُختَلَفٌ في صحبته - كما سيأتي -، فكيف بابنه؟!

خلاصة:

فظهر أن الراجح أن راويَ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الرحمن بن أبزى، ومن القرائن الدالة على ذلك أن الذين زادوا أُبيّاً بنَ كعب في السند قد سلكوا الجادة أو لزموها، فإن أكثر رواية ابن أبزى عن أُبيّ بن كعب، قال الحاكم (المستدرك، ح 1047): (أكثر روايته عن أبي ابن كعب والصحابة)، وقال ابن عبد البر (الاستيعاب: 2/ 366): (أكثر رواياته عن عمر، وأبي بن كعب). بل خصص أحمد - رحمه الله - في مسنده فصلاً لرواية ابن أبزى عن أبي بن كعب، مع الصحابة والتابعين الذين رووا عن أُبيّ.

المبحث الثالث: من أقوال العلماء في الحديث:

* قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت لأبي عبد الله: وروى شبابة عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ب ? سبح اسم ربك الأعلى ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير