تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه الرواية على ثلاثة وجوه، فما هو الراجح عندك في رواية جرير؟

ولا يفوتني أن أذكر أنه لا وجه لإعلال الحديث بالانقطاع بين يونس المؤدب وأبي سلمة، وجرير، فكلاهما روى عن بصريين من طبقة جرير في الصحيحين.

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:28 م]ـ

4 - هشام الدستوائي، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَقَدْ رَوَاهُ أَيضاً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَشُعْبَةُ عن قَتَادَةَ ...

روى حديث هشام الدستوائي الإمام النسائي في سننه الصغرى قال رحمه الله:

أرسله هشام.

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر عن هشام عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يوتر وساق الحديث.

وهذا كما هو ظاهر أرسله هشام كما أرسل مالك بن مغول حديث زبيد.

وإرسال مالك بن مغول هو ما اعتمد عليه النسائي رحمه الله في سياقته لأوجه الاختلاف في الحديث ورواية مالك بن مغول المرسلة كما في عمل اليوم والليلة قال فيها رحمه الله:

أرسله مالك بن مغول

أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مالك بن مغول عن زبيد عن زر عن بن أبزى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وإذا فرغ قال سبحان الملك القدوس ثلاثا ثم يمد صوته بالآخرة

ويحيى بن آدم كوفي حافظ وينبغي أن يكون أعرف بحديث مالك بن مغول من شعيب بن حرب.

هناك أمور كذلك أود إضافتها.

أولا:

حديث عمر بن ذر الموجود في المصنف خطأ ظاهر فقد قال ابن أبي شيبة في المصنف:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي الْوَتْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ.

ووكيع أعرف بحديث الكوفة ولو كان فيه إسناد لذكره.

لا سيما وذكر القنوت قبل الركوع هو مذهب الكوفيين وابن المبارك وغيرهم كما ذكر الترمذي رحمه الله.

فهذا أدعى لتجويد إسناده.

ثانيا:

حديث حصين بن عبد الرحمن السلمي رواه عنه حصين بن نمير وسليمان بن كثير، جاء ذكر أبي بن كعب رضي الله عنه في رواية سليمان بن كثير في سنن البيهقي في بعض النسخ وليس كلها كما نبه محقق طبعة دار الكتب العلمية.

ثالثا:

حديث جرير بن حازم فيه اختلاف، رواه عنه يونس بن محمد المؤدب وأبو عمر الضرير فذكرا في الإسناد ذرا وخالف أبو عمر الضرير فزاد في الإسناد أبيا ولم يزده يونس ورواه أبو سلمة التبوذكي عن جرير كما في معجم الصحابة لابن قانع فأسقط ذرا ولم يذكر أبيا والصواب المشهور من رواية جرير رواية يونس وعليها عول النسائي رحمه الله في سياق اختلاف الحديث فقال رحمه الله عقب ذكر هذه الطريق "ووافقه زبيد" وذكر في رواية زبيد ذرا فدل على أن هذا هو المحفوظ عن جرير وقد تكون رواية أبي سلمة التبوذكي في معجم الصحابة وهم من ابن قانع أو تصحيف فأبو سلمة ثبت وبرئت عهدة جرير من الخطأ في هذا الحديث.

كذلك يونس بن محمد المؤدب نزل البصرة وسمع من حماد بن سلمة وشيبان النحوي وغيرهما ممن ماتوا قبل جرير، فهل ينزل البصرة ولا يسمع من جرير؟!!

رابعا:

في قولك

الأولى: ما رواه الحاكم، عن ابن بالويه، عن محمد بن غالب، عن عفان، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد عن شعبة به. وهذه الطريق معلولة بأن الثقات رووها عن شعبة بذكرِ ذرّ بن عبد الله الهمداني، وهم: محمد بن جعفر (وهو أثبت الناس في شعبة، انظر: فتح الباري: 4/ 97، 11/ 114)، وعفان (رواها عنه أحمد مخالفاً محمد بن غالب، وأحمد أوثق بلا شك من ابن غالب)، وخالد بن الحارث، وبهز بن أسد، وعلي بن الجعد (وزيادةُ ذر بن عبد الله ثابتةٌ في مسنَدِهِ، وأيضاً رواها عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (البغوي) - في رواية أبي نعيم والبغوي -، وهو أوثق من محمد بن غالب).

كلامك صحيح لا غبار أن الصحيح رواية المسند وغيره، وكنت سأقول أخطأ بعض الرواة ولكن وقفت على خطأ آخر في حديث آخر رفعه الحاكم من طرق هشيم وعلي بن حجر وسعيد بن منصور وهو في المسند وسنن سعيد بن منصور وغيرهما من طرقهم مشهور بأنه موقوف، فأورثني الظن أن المستدرك ربما يكون فيه بعض التصحيف.

خامسا:

حديث روح بن القاسم عن عطاء بحثت عن حديث غيره يرويه روح عن عطاء فلم أجد.

وروح قديم بين وفاته ووفاة عطاء يسير.

وحديثه الواحد هنا وافق فيه حماد بن سلمة وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط.

فلعله يصح القول -مجازا- أن حديث روح عن عطاء صحيح، وإن لم يكن له إلا هذا الحديث الواحد.

سادسا:

حديث أبي حفص الأبار عن الأعمش رواه أبو زرعة الدمشقي كما في فوائده المعللة عن يحيى بن معين عن أبي حفص، ولكن حدث في المطبوع تصحيف فجاء إسناده "عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي ذر" رضي الله عنهما وهذا تصحيف واضح فليس لأبي ذر رضي الله عنه في هذا الحديث مدخل.

هذا بعض ما وقفت عليه أثناء النظر في الحديث، وأذكرها لا على باب الاستدراك ولا باب الإفادة، بل طلبا للنصح والتوجيه.

وأكرر التنويه باستفادتي من هذا التخريج كثيرا.

فجزى الله خيرا أستاذنا الفاضل محمد وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير