تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" أن تعدد الضعف في السند الواحد لا يخرجه عن الاعتبار به ولا يزال السند مع تعدد وجوه الضعف فيه صالحا للتقوية به، وذلك كسند فيه انقطاع، وجهالة، وسيء حفظ، بينما تجد في هذا الملتقى تسمية طلبة العلم يعتبرونه كثيرا شديد الضعف، ساقطا عن حدود الاعتبار به، ولعله من أجل هذا يرميه بعضهم بالتساهل من غير تصريح في كثير من الأحيان.

وحتى لا يكون الكلام عاريا عن الدليل أسرد هنا مجموعة من الأمثلة فيما كنت جمعته في المتابعات والشواهد:

المثال الأول:حديث "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله فيما بقي".

أورده في الصحيحة (2/ 199 - 2002 رقم 625) فذكر أن الطبراني رواه في الأوسط من طريق فيها أربعة ضعفاء على نسق وهم:

1. يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف

2. جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف واتهمه البعض

3. زافر بن سليمان

4. عصمة بن المتوكل

قال الطبراني: لم يروه عن زافر إلا عصمة " قال الألباني عقبه: وكلاهما ضعيف، وفوقهما ضعيفان، ثم ذكر له طريقا آخر فيه عدة ضعفاء وهم:

1. يزيد الرقاشي المتقدم

2. خليل بن مرة وهو ضعيف

3. الحسن بن خليل وهو مجهول

4. عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف كما قال الشيخ.

ثم ذكر لهذا السند الثاني متابعة رواتها ثقات إلى الخليل بن مرة، وقوى الحديث، وبمتابعة زهير بن محمد الخراساني الشامي، وهو ضعيف في رواية الشاميين عنه وهي منها.

وخلاصة هذا البحث: أن الحديث جاء من طريق جابر الجعفي والخليل بن مرة وكلاهما ضعيف، وجابر أشد ضعفا، عن يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وبانضمام طريق زهير الخراساني وهي ضعيفة حكم على الحديث بأنه حسن بمجموع ذلك.

المثال الثاني: حديث " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ... الحديث ".

أورده في الصحيحة (2/ 192 - 196 رقم 623) وخلاصة ما ذكره هناك أن للحديث طرقا يتقوى بها وهي:

1. طريق عويم بن ساعدة، و فيه ثلاث علل:

الأولى: جهالة عبد الرحمن بن سالم

الثانية: جهالة أبيه سالم

الثالثة: الاختلاف في وصله وإرساله مع ترجيح الإرسال

2. طريق جابر، وفيه ثلاث علل أيضا:

الأولى: عنعنة أبي الزبير المكي

الثانية: ضعف بحر بن كنيز السقا

الثالثة: ضعف عصمة بن المتوكل

3. طريق ابن عمر وفيه رجل متهم هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

4. طريق بشر بن عاصم عن أبيه عن جده، ولم يقف عليه الشيخ.

فقال بعد بيان ضعف هذه الطرق وعللها: " لكن يمكن أن يقال بأن الحديث حسن بمجموع هذه الطرق، فإن بعضها ليس شديد الضعف " ثم ذكر:

5. مرسل مكحول وعمرو بن عثمان، فجزم بتحسينه.

وإذا نظرنا إلى هذه الطرق وجدنا أن الأول فيه ثلاث علل وكذا الثاني، والثالث لا يصلح للاعتبار، والرابع لم يقف عليه، فإذا انضم إلى الأول والثاني المرسل صار حسنا.

المثال الثالث: حديث أبي بن كعب " إن أخذتها أخذت قوسا من نار "

ذكره في الإرواء (5/ 316 - 317 رقم 1493) من طريق فيه كما قال ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع بين عطية الكلاعي وأبي بن كعب.

الثانية: جهالة عبد الرحمن بن سلم

الثالثة: الاضطراب في سنده

ثم قال: وجملة القول أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لكن له شاهدان من حديث عبادة بن الصامت وأبي الدرداء يرتقي الحديث بهما إلى درجة الصحة، ثم أحال في تخريجهما على الصحيحة.

فلما رجعت للصحيحة وجدت حديث أبي الدرداء برقم (256) وذكر هناك أن فيه علتان:

الأولى: اختلاط سعيد بن عبد العزيز

والثانية: عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس

فهذا كما ترى معلول بعلتين، وجعله شاهدا يقوي الحديث المذكور قبله هنا، وأما حديث عبادة بن الصامت فذكره في الصحيحة أثناء تخريج حديث أبي الدرداء هذا، وذكر أن له سندا حسنا، فجزم لذلك كله أن حديث أبي بن كعب حسن وإن كانت فيه علل متعددة.

ولست أوافق من قال إن لدى الشيخ الألباني تسامحا أكثر من الحافظ ابن حجر في هذا الباب بل أرى الأمر عكس ذلك تماما، لأن للحافظ ابن حجر مذهبا مهجورا في التقوية بتعدد الطرق أبان عنه غير واحد ممن كتب في هذا الباب.

أخوكم / أبو عبد الباري

ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[04 - 03 - 05, 09:51 ص]ـ

بارك الله فيك ...

شيخنا أبو عبدالباري .. سؤال الله يبارك في عمرك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير