تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الدارقطني: متروك (المستدرك مع تلخيص الذهبي (2/ 163) تهذيب التهذيب (2/ 152)) وغير ذلك من كلام العلماء فيه.

وذهب المناوي في فيض القديرفيض القدير (5/ 366) إلى أبعد من ذلك، فقوى حديث الكذابين بتعدد الطرق!

وذلك أنه ذكر حديث جابر عند الطبراني في الأوسط: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها وقال: " أنت حرام، ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك، وأعظم حرمة منك عند الله المؤمن " (1)

ثم قال المناوي: وفيه محمد بن محصن كذاب لكن تعدد الطرق دل على أن للحديث أصلا أهـ


(1) رواه الطبراني في الأوسط (رقم 699) حدثنا أحمد - يعني ابن خليد - قال حدثنا معلِّل بن نفيل قال حدثنا محمد بن محصن عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به.
ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا محمد اهـ.
قال أبو عبد الباري: الحديث مسلسل بالعلل وهي:
الأولى: عنعنة أبي الزبير وهو مدلِّس، وعنعنة المدلِّس من أسباب الضعف كما لايخفى.
الثانية: محمد بن محصن وهو متروك وقد كذَّبه بعض العلماء.
الثالثة: معلِّل بن نفيل وهو أبو أحمد الحراني، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 201)، وابن حبان معروف بتوثيق المجاهيل فلا يعتمد على توثيقه ما لم يتابعه معتبر كما هو معروف في مواضعه.

واستشهد المناوي لقوله بحديثين نذكرهما هنا مع بيان درجتهما:
الحديث الأول: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن ".
وهو حديث رواه الطبراني في الأوسط (رقم 6080، 8352) من طريق يعقوب بن إسحاق القلوسي أبي يوسف عن عبد الغفار بن عبد الله الكريزي عن عبيد الله بن تمام عن يونس بن عبيد عن الوليد أبي بشر عن ابن شغاف عن عبد الله بن عمرو به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا عبيد الله بن تمام، تفرد به عبد الغفار بن عبد الله الكريزي اهـ.
وهو متعقب بما رواه الطبراني نفسه في الصغير (2/ 47) من طريق معمر بن سهل عن عبيد الله بن تمام به.
وهذا سند ضعيف جدا، مداره على عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا كما قال المناوي نفسه وقدكذبه بعض المحدثين كالساجي كما في لسان الميزان.
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 66): كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يعرف من أحاديثهم حتى يشهد من سمعها ممن كان الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره اهـ.
وقد ضعف الحديث العلامة المحدث الألباني في ضعيف الجامع (رقم 4889).
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق آخر.
وهوحديث رواه الطبراني في الأوسط (رقم 5715) من طريق القاسم بن دينار عن إسحاق بن منصور عن خالد العبد عن عبد الكريم الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ? نظر للكعبة فقال: " لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك ".
وسنده واه بمرة، رجاله ثقات غير خالد العبد وهو خالد بن عبد الرحمن العبد البصري، كذبه عمرو بن علي الفلاس والدارقطني كما في الضعفاء والمتروكين له (رقم 198)، وقال ابن حبان في المجروحين من المحدثين (1/ 276 - 277): كان يسرق الحديث، ويحدث من كتب الناس من غير سماع" وله ترجمة في ميزان الاعتدال (1/ 633) ومثل هذا لا يصلح للاستشهاد.

فهذا حال الروايات التي استشهد بها المناوي ليقول في الأخير: إن تعدد الطرق لهذا الحديث يدل على أن له أصلا!!!.

وخلاصتها: أن في حديث جابر وحديث عبد الله بن عمرو الثاني كذابان، وفي حديث عبد الله بن عمرو الأول متروك كذبه بعض العلماء، وهذا تساهل عجيب فاق به الجميع.

تنبيه: لحديث عبد الله بن عمرو الثاني طريق آخر عند ابن ماجه (رقم 3932) حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ثنا أبي ثنا عبد الله ابن أبي قيس النصري ثنا عبد الله بن عمرو بنحوه.
وهذا سند ضعيف، أبو القاسم شيخ ابن ماجة ضعيف كما في التقريب، وأبوه محمد بن سليمان مقبول كما قال الحافظ في تقريبه.
وللحديث أيضا شاهدان من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وابي برزة الأسلمي:
أما حديث ابن عمر:
فرواه الترمذي (رقم 2041) وأبو الشيخ في التوبيخ (رقم 84 مختصرا) وابن حبان في صحيحه (رقم 5857) من طريق الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أوفى ابن دلهم عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاز
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد، وروى إسحاق بن إبراهيم السمرقندي عن حسين بن واقد نحوه، وروي عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا اهـ.
ورواه الطبراني في الشاميين (رقم 1538) من طريق نصر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن أبي قيس عن ابن عمر به مرفوعا.
وخالفهما عبيد بن عمير الليثي فأوقفه، رواه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 248) عن محمد بن عزيز الأيلي عن ابن روح عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد بن عمير به.
وأما حديث ابن عباس:
فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه (رقم 27210) عن عبدة بن سليمان عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس به موقوفا. ومجالد ضعيف من قبل حفظه.
وروا ابن وهب في الجامع (رقم 221) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن سعيد بن جبير أو غيره عن ابن عباس به نحوه موقوفا.
لكن رواه الطبراني في الكبير (رقم 10806) من طريق حفص بن عمر الحوضي عن الحسين بن أبي جعفر عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس به مرفوعا.
ورواه البيهقي في شعبه (رقم 3853، 6431) من طريق حفص بن عبد الرحمن عن شبل عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا.
وأما حديث أبي هريرة:
فرواه العقيلي في ترجمة جعفر بن ميسر من الضعفاء الكبير (رقم 313) وابن عدي في الكامل (1/ 538) والخطيب في الموضح (2/ 143) من طريق غسان بن الربيع عن جعفر بن أبي جعفر ميسرة عن أبي أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال العقيلي: لا يتابع عليه، وهذا الكلام يروى عن ابن عمر من قوله بخلاف هذا اللفظ إلا أنه في معناه اهـ.
وأما حديث أبي برزة:
فأشار إليه الترمذي كما سبق ولم أقف عليه.
أخوكم / أبو عبد الباري
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير