1 – أبان بن أبي عيَّاش العبدي مولاهم، أبو إسماعيل البصري،
كان رجلاً صالحاً، لكنه كان سيء الحفظ جداً، ويغلب على حديثه الخطأ، ولم يكن يتعمد الكذب، قال أحمد: متروك الحديث، ترك الناس حديثه مُذ دُهرٍ من الدَّهْرِ (1)، وقال ابن رجب: خرق أحمد حديثه وأسقطه من المسند ولم يخرّجه فيه (2).
روى له الإمام حديثاً واحداً مقروناً بغيره، فقال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت وأبان وغير واحد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا شغار في الإسلام (3).
ورواه النسائي، والضياء المقدسي في المختارة بإسنادهما إلى حميد الطويل عن أنس به (4).
2 – إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة الأٌموي مولاهم المدني،
متروك بسبب عدم حفظه، قال أحمد: لا تحل الرواية عن إسحاق بن أبي فروة، ما هو بأهل أن يُحمل عنه (5)، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقد اتهمه ابن معين في رواية بالكذب (6).
(1) العلل ومعرفة الرجال (872).
(2) شرح علل الترمذي 1/ 90، بتصرف.
(3) المسند 3/ 165.
(4) سنن النسائي (3336)، والمختارة 6/ 17.
(5) رواه ابن عدي في الكامل 1/ 320. وقال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 396: نهى ابن حنبل عن حديثه.
(6) المجروحين 1/ 131.
ص302
روى له الإمام حديثاً واحداً، وقد تُوبع عليه، فقال: حدثنا عبد السلام بن حرب المُلائي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة، عن بُكير بن عبد الله الأشج، عن سليمان ابن يسار، عن سلمة بن صخر الزُّرَقي، قال: تظاهرت من امرأتي، ثم وقعت بها قبل أن أُكفِّر ... الحديث (1).
ثم رواه الإمام بعده من طريق يزيد بن هارون، ومن طريق عبد الله بن إدريس الأودي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار به، وسليمان لم يسمع من سلمة بن صخر، ولكن للحديث طريق آخر، فقد رواه الترمذي بإسناده إلى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، كلاهما عن سلمة بن صخر به، وإسناده حسن (2).
وللفائدة نشير إلى أن عبد الله بن أحمد روى لإسحاق بن أبي فروة حديثين، وهما من زيادات المسند (3).
وأرى أن الإمام أحمد لو نقّح المسند وراجعه لرفع رواية هذا الراوي الذي قال عنه: لا تحل الرواية عنه.
3 – أوس بن عبد الله بن بُريدة بن الحُصيب الأسلمي،
نزيل مرو، تُرك بسبب تفرّده بأحاديث منكرة، وممن تكلم فيه: البخاري، والنسائي، والدارقطني (4).
روى له الإمام أحمد حديثاً واحداً مما تفرد به، فقال: حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا أوس بن عبد الله بن بريدة، قال: أخبرني أخي سهل بن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، عن
(1) المسند 4/ 37.
(2) جامع الترمذي (1200).
(3) المسند 1/ 74 و 4/ 73، وذكرتهما في كتابي زوائد عبد الله برقم (114 و 211).
(4) ينظر: التاريخ الكبير 2/ 17، وضعفاء النسائي (59)، وضعفاء الدارقطني (121).
ص303
جدِّه بُريدة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستكون بعدي بعوث كثيرة، فكونوا في بعث خراسان ... الحديث (1).
ورواه من طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
ورواه أيضاً: ابن حبان في المجروحين، والطبراني، والخطيب البغدادي، وابن عساكر، بإسنادهم إلى أوس به (3).
وقال ابن حجر في اللسان: الحديث باطل (4)، وقال في إتحاف المهرة: تفرّد به الإمام أحمد، واتهم بعض الحفاظ أوس بن عبد الله هذا بوضعه ... على أنه لم ينفرد به، (فرواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن عدي في الكامل) من طريق حسام بن مِصَكّ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه ... إلخ (5).
قلت: هذه المتابعة لا يُفرح بها، فإن حسام بن مِصَكّ متروك عند أكثر النقاد.
وقد خالف الحافظ ابن حجر قوله هذا، فذهب في كتابه القول المسدد إلى أن الحديث حسن، وأنه لا يتبين فيه الحكم بالوضع، والحديث ليس من أحاديث الأحكام فيطلب المبالغة في التنقيب (6)، وهذا الرأي من الحافظ غير سديد، والصحيح ما ذهب إليه أولاً.
4 – البَخْتِري بن عبيد بن سلمان الشامي،
تُرك بسبب مخالفته للثقات الأثبات، واتهمه أبو الفتح الأزدي بالكذب (7).
¥