فقال: البخلاء
فقال: فما يشغلك عن عملك؟
فقال: مجالس العلماء
فقال: فكيف تأكل؟
فقال: بشمالي وبإصبعي
فقال: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال: تحت أظفار الإنسان
فقال النبي: فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال: عشرة أشياء
فقال: فما هي يا لعين؟
فقال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه
فقرأ رسول الله قوله تعالى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً
ثم قال النبي يا أبا مُرّة: هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه .... ا. هـ.
التعقيب:-
سئل (شيخ الاسلام ابن تيمية) فى مجموع فتاوى ص 350 ج18 ... عن قصة ابليس و اخباره النبى -صلى الله عليه و سلم- و هو فى المسجد مع جماعه من أصحابه , و سؤال النبى -صلى الله عليه و سلم- له عن أمور كثيره , والناس ينظرون الى صورته عيانا , و يسمعون كلامه جهرا , فهل ذلك حدث أم كذب مختلق؟ و هلى جاء ذلك فى شئ من الصحاح و المسانيد و السنن أم لا؟ و هل يحل لأحد أن يروى ذلك؟ و ماذا يجب على من يروى ذلك و يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعى؟
فأجاب: الحمد لله , بل حديث مكذوب مختلق ليس هو فى شئ من كتب المسلمين المعتمده , لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد , ومن علم أنه كذب على النبى -صلى الله عليه و سلم- لم يحل له أن يرويه عنه , و من قال: انه صحيح فانه يعلم بحاله , فان أصر عوقب على ذلك , ولكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبويه , فالذى كذبه و أختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق , فلهذا يوجد فيه كلمات متعدده صحيحه , وان كان أصل الحديث هو مجئ ابليس عيانا الى النبى -صلى الله عليه و سلم- بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين , و الله (سبحانه و تعالى) أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 01:30 م]ـ
أحسنت
بارك الله فيك
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[10 - 06 - 05, 02:30 م]ـ
الأخُ والشيخُ الفاضل إحسان.
جزاكَ اللهُ خيراً على موضوعك هذا.
¥