تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورد في تفسير اللاهين حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه فسأله رجل فقال: يا رسول الله ما تقول في اللاهين؟ قال: فسكت عنه فلم يرد عليه كلمة، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وطاف فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض فنادى مناديه: أين السائل عن اللاهين؟ فأقبل الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسو الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال، ثم قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، هذا من اللاهين " رواه البزار (رقم 2173 زوائده) والطبراني في الكبير (رقم 11906) والأوسط (رقم 2018) من طريق أبي عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس به.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 217): فيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح أهـ وقال الألباني في الصحيحة (4/ 504): بسند حسن أهـ.

قال ابن عبد البر في التمهيد 18/ 117): إنما قيل للأطفال اللاهين، لأن أعمالهم كاللهو واللعب من غير عقد ولا عزم، من قولهم: لهيت عن الشيء أي لم أعتمده، كقوله " لاهية قلوبهم " أهـ والله أعلم.

الحديث السابع: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة ".

رواه الطبراني في الكبير (رقم 6993) والبزار (رقم 2172 زوائده) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 407 رقم الترجمة 2803) والروياني في مسنده (رقم 838) والسيد أبو طالب من طريق ابن عدي في أماليه (العواصم 7\ 246) كلهم من طريق عيسى بن شعيب البصري عن عباد بن منصور عن أبي رجاء عن سمرة به.

وهذا سند ضعيف من أجل عباد بن منصور لأنه ضعيف من قبل حفظه، وفي التقريب: صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخرة أهـ وقال الهيثمي في المجمع (7/ 219): فيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات أهـ وهو كما قال، وعيسى بن شعيب توثيقه في التاريخ الكبير للبخاري وغيره، وزاد الهيثمي عزوه للطبراني في الأوسط، لكن عبادا صالح للاعتبار وهو كذلك هنا، فقد تقدم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وسيأتي من حديث أبي مالك، والله أعلم.

الحديث الثامن: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الطويل – وفيه -: " والشيخ في أصل الشجرة، والصبيان حوله أولاد الناس، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين ".

رواه البخاري في صحيحه (رقم 7047) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 4/ 82) من طريق عوف – هو ابن أبي جميلة الأعرابي – عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة به، والله أعلم.

وجه الاستدلال بالحديث:

قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص642): فهذا الحديث الصحيح صريح في أنهم في الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي، وفي مستخرج البرقاني على البخاري من حديث عوف الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة عن البني صلى الله عليه وسلم قال " كل مولود يولد على الفطرة " فقال الناس: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال: " وأولاد المشركين " أهـ كلام ابن القيم.

الحديث التاسع: عن أبي مالك رضي الله عنه: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة ".

رواه ابن منده في المعرفة (2/ 261 كما في الصحيحة 3/ 452) معلقا من طريق إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أبي مالك به.

وهذا سند ضعيف مسلسل بالعلل، فهو معلق أولا، وقد عنعنه ابن إسحاق وهو مدلس ثانيا، والراوي عنه صدوق سيئ الحفظ ثالثا، وبهذا ضعف الألباني هذا الإسناد، لكنه صحح بشواهده من حديث أنس وسمرة بن جندب – وقد تقدمت كلها قريبا -، وانظر كلام الشيح ناصر – رحمه الله – في الصحيحة (رقم 1468) والله أعلم.

الحديث العاشر: عن عائشة رضي الله عنها: " سالت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: هم مع آبائهم، ثم سألته بعد ذلك فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزلت (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وقال: هم على الفطرة، أو قال: في الجنة ".

رواه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 117) من طريق عبد العزيز القرشي عن أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة به.

وهذا سند ضعيف جدا، أبو معاذ هو سليمان بن أرقم البصري، وهو متروك، قال أحمد: لا يروى عنه، وقال ابن معين – في راية عباس وعثمان -: ليس بشيء، وقال أبو داود والدارقطني: متروك، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، وقال الجوزجاني: ساقط، وغير ذلك من الأقوال كما في الميزان (2/ 196) وقال: تركوه، وعليه فليس قول الحافظ في التقريب أنه "ضعيف " فقط بصواب والله أعلم.

ثم رأيت الحافظ في الفتح (3/ 291) أورده من رواية عبد الرزاق عن أبي معاذ عن الزهري به، ثم قال: وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف، ولو صح هذا لكان قاطعا للنزاع رافعا لكثير من الإشكال المتقدم اهـ فلله الحمد والمنة على توفيقه.

والراوي عنه هو عبد العزيز بن بحر المروزي البغدادي الخلال، ترجمته في تاريخ بغداد (10/ 448) وقال: سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن أرقم وإسماعيل بن عياش .... أهـ، وذكره الذهبي في الميزان (2/ 623) وقال: عن إسماعيل بن عياش بخبر باطل ... ثم ذكره أهـ، وأقره الحافظ في اللسان (4/ 25)، وقال ابن عدي في الكامل (5/ 378) ليس بمعروف أهـ.وذكره سبط ابن العجمي فيمن رمي بوضع الحديث، اعتمادا على قول الذهبي أنه أتى بخبر باطل والله أعلم.

قال ابن القيم في طريق الهجرتين (647) بعد ما سرد بعض ما تقدم وغيره من أدلة هذا القول: وهذه حجج كما ترى قوة وكثرة ولا سبيل إلى دفعها أهـ المراد منه.

يتبع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير