تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، قال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح من جهة الإسناد، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 119): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني بنحوه، وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 639): وهذا إسناد لا بأس به أهـ.

وتابعه جابر الجعفي عن الشعبي به، رواه الطبراني في الكبير (7/رقم 6320) وجابر ضعيف جدا.

وخالفهما زكريا بن أبي زائدة فرواه عن الشعبي مرسلا، رواه أبو داود (رقم 2717) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 72و73) وابن حبان في صحيحه (رقم 7480) ورجاله ثقات مع أنه معضل لسقوط اثنين من الإسناد كما دلت عليه الرواية المتقدمة، لكن الحديث من الوجهين صحيح، وقد صححه الألباني في المشكاة (رقم 112) ويشهد له حديث ابن مسعود الذي بعده، والله أعلم.

الحديث الثالث: عن ابن مسعود رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة ماتت في الجاهلية ووأدت بنتها؟ فقال: الوائدة والموءودة في النار ".

وللحديث طريقان عنه:

الطريق الأول: عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

رواه الطبراني في الكبير (رقم 10236) من طريق يحيى الحماني عن محمد بن أبان عن عاصم به

و هذا سند ضعيف، فيه علتان:

الأولى: يحيى الحماني وهو ابن عبد الحميد، قال في التقريب: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث أهـ.

الثانية: شيخه محمد بن أبان هو ابن صالح القرشي، مترجم في اللسان وأصله، ضعفه النسائي وابن حبان والبخاري وأبو حاتم كما في اللسان (5/ 31) لكنه يتقوى بالطريق الثاني، وبحديث سلمة بن يزيد المتقدم.

الطريق الثاني: أبو إسحاق السبيعي واختلف عليه على وجهين:

الأول: عن زكريا بن أبي زائدة عنه عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود به.

رواه أبو داود (عقب حديث رقم 4717) وابن حبان (عقب حديث رقم7480) وهذا سند ضعيف، أبو إسحاق اختلط بأخرة، وزكريا سمع منه بعد الاختلاط كما في الميزان (2\ 73).

الثاني: عن إسرائيل عنه عن علقمة وأبي الأحوص عن ابن مسعود به.

رواه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4\ 478)، وإسرائيل صحيح السماع من جده بل قدمه شعبة والثوري على أنفسهما في أبي إسحاق، واتكل عليه ابن مهدي بدل الثوري كما في ترجمته من تهذيب الكمال وتحقيقه لبشار عواد (2/ 523) وقد احتج الشيخان بروايته عن جده في صحيحيهما، وما ذكره الذهبي من سماع إسرائيل عن جده بعد الاختلاط كما في الميزان (2\ 73) لا أعرف وجهه، بل الأقوال ترده، فالسند صحيح بذلك، ويتقوى الحديث بالطريق الأول وبحديث سلمة الذي قبله.

الحديث الرابع: عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أين أطفالي منك؟ قال: في الجنة، وسألته عن أولادها من أزواجها المشركين؟ فقال: في النار، قالت: بغير عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".

رواه الطبراني في الكبير (23/ رقم27) وأبو يعلى في مسنده (رقم7077 و 1160زوائده) من طريق عبد الله بن بريدة أو عبد الله بن الحارث بن نوفل عن خديجة به.

وهذا إسناد ضعيف، وهو منقطع بين خديجة والراوي عنها، وأيهما كان فهو ثقة لكن لم يسمع واحد منهما عن خديجة ولا أدركها إلا صحابي، وبهذا أعله الهيثمي في المجمع (7/ 217) وأقره ابن الوزير في العواصم (7/ 248) وكذا شعيب الأرناؤط في تحقيقه للعواصم، والألباني في ظلال الجنة (1/ 95) وقال ابن تيمية في درء التعارض (8/ 398): حديث خديجة حديث موضوع كذب لا يحتج بمثله، وقال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (12/ 322): حديث خديجة باطل لا يصح، وقال ابن جزم في الفصل (2/ 382): ساقط مطرح لم يروه قط من فيه خير اهـ وهذا فيه مجازفة ظاهرة، وإنما هو ضعيف، و يشهد له حديث علي الآتي بعده، والله أعلم.

الحديث الخامس: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن خديجة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أولادها؟ فقال: هم في النار، فلما رأى ما في وجهها قال: لو رأيت مكانهم لأبغضتهم، قالت: فأولادي منك؟ قال: في الجنة، والمشركون وأولادهم في النار ... " الحديث.

رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 134 - 135) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 213) من طريق محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير