تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال في تفسير التوقف في الاعتقاد (201): ومن قال بالطريقة الأولى في التوقف في أمرهم جعل امتحانهم وامتحان أولاد المشركين في الآخرة محتجا بما .... ثم ذكر بعض الأحاديث الآتية، ثم قال: وهكذا ينبغي أن يقول من قال بالطريقة الثانية (3) في أولاد المسلمين، فمن لم يواف أحد أبويه القيامة مؤمنا يجعل امتحانه في الآخرة حيث لم يجد متبعا يلحق به في الجنة اهـ

وهو اختيار ابن كثير في تفسيره (3/ 30) قال: وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض أهـ.

قال أبو عبد الباري: قد استدل من ذهب إلى هذا القول بالنص والقياس والنظر:

أما النص ففي أحاديث:

وجملة ما احتجوا به من الأحاديث في خصوص هذه المسألة ثلاثة أحاديث عن ثلاثة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وهم أبو سعيد الخدري ومعاذ بن جبل وأنس بن مالك، وهذه أحاديثهم:

الحديث الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ويقول المولود: لم أدرك العمل، قال: فترفع لهم نار فيقال لهم: ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله سعيدا إن لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا إن لو أدرك العمل، فيقول تبارك وتعالى: إياي عصيتم فكيف برسلي بالغيب؟ ".

رواه البزار (رقم 2176 زوائده) والبغوي في الجعديات (رقم 2126) وابن جرير في تفسيره (16/ 238) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 127) واللالكائي (رقم 1076) من طرق عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به.

وهذا سند ضعيف من أجل عطية العوفي وهو ضعيف مدلس شيعي، و مع ضعفه فقد عنعنه، و تفرد به كما قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من حديث فضيل أهـ.

وبهذا ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 216) والألباني في صحيحته (5/ 604) والأرناؤط في تحقيق الإحسان (16/ 358) وتحقيق العواصم لابن الوزير (7/ 253).

وأعل أيضا بالوقف، فقال المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة 2/ 105): ورواه أبو نعيم الملائي عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد موقوفا، وأخذه عنه ابن عبد البر فقال في التمهيد (18/ 128): من الناس من يوقف هذا الحديث على أبي سعيد ولا يرفعه، منهم أبو نعيم الملائي أهـ والله أعلم.

والحديث قواه ابن القيم وأجاب عن هذه العلة بقوله في طريق الهجرتين (ص 657): ورواه أبو نعيم عن فضيل بن مرزوق فوقفه، فهذا وإن كان فيه عطية فهو ممن يعتبر بحديثه ويستشهد به وإن لم يكن حجة، وأما الوقف فقد تقدم نظيره من حديث أبي هريرة أهـ.

قال أبو عبد الباري: لم أقف على رواية أبي نعيم الموقوفة، وفي كلام ابن عبد البر ما يدل على أن غير أبي نعيم قد رواه موقوفا، فلينظر في ذلك، وهو يدل على اضطراب عطية العوفي في الحديث.

الحديث الثاني: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا: يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني، ويقول الهالك صغيرا: لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد من عمره مني، فيقول الرب تبارك وتعالى: إني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك، فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، فلو دخلوها ما ضرتهم، فيخرج عليهم قوابس يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعا فيقولون: خرجنا يا رب نريد دخولها فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيأمرهم الثانية، فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم، فيقول الله تبارك وتعالى: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون وإلى علمي تصيرون، فتأخذهم النار ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير