هَلْ جَانِبَا عَرْشِ الرَّحْمَنِ مُزَيَّنَانِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 04 - 05, 01:21 ص]ـ
هَلْ جَانِبَا عَرْشِ الرَّحْمَنِ مُزَيَّنَانِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
ـــــــــــــــــــ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. النَّاهي عن الكذب والافتراء والبهتان. والصَّلاة والسَّلام النَّاميان الوافيان على محمد عبده ورسوله، عدد ما خلق الله من أنسٍ وجان.
وبعد ..
الشَّيْخُ الصَّدُوقُ أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهَ الْقُمِّيُّ، أحد أعلام محدِّثي الشيعة الإماميَّة، ورئيس المحدثين الْقُمِّيين، بل والشِّيعة كلِّهم، الذى عليه معتمدهم، وإليه فى الجليل والحقير مرجعهم، ذو التصانيف السائرة البالغة ثلاثمائة تصنيفاً وتزيد، ومنها أحد الكتب الأربعة الموثقة والممدوحة عندهم، المسمَّى بـ ((من لا يخضره الفقيه)). ومن كلاماتهم فى توثيقه والثناء عليه ((الشيخ الأجلُّ الأعظم، رئيس المحدِّثين، وصدوق الإمامية، وأوحدهم فى العلم والفهم والفقاهة، وأوسعهم تصنيفا، وأجودهم تأليفا، وأنبلهم ذكرا، وأبعدهم فى الشيعة أثرا، السَّابق الذي لا يجرى معه فى مضمار، ولا يشقُّ له غُبَار، ولا يُوقف منه على كَبْوَةٍ أو عِثَار)).
ما فتئ ذاكَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فى ((أماليه ومجالسه)) الفائقة الشهرة عند الإماميَّة يحدِّثُ من فضائل عليٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ والأئمة المعصومين بالعجب العجاب، مما جاوز تصوِّرُه الدَّهشة والاستغراب، إلى الحكم على مروياته بالكذب والاختلاق، والطعن فى عدالته وتوثيقه.
وهذه بعض عجائب مروياته، وغرائب حكاياته، فى أمثل كتبه وأفخمها ((الأمالى والمجالس))، المحتوي على سبعة وتسعين مجلساً فى فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق، ووظائف الأوقات من الأيام والشهور، ومناقب آل البيت الأطهار.
قال الشَّيْخُ الصَّدُوقُ: حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ الْقُمِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الأَشْعَرِيُّ عَنْ يُوسَفَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ إِسّمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة زُيِنَ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِكُلِّ زِينَةٍ، ثُمَّ يُْؤْتَى بِمِنْبَرِينِ مِنْ نُورٍ، طُولُهُمَا مَائَةُ مِيلٍ، فَيُوضَعُ أَحَدُهًمَا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فيَقُومُ الْحَسَنُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَالْحُسَيْنُ عَلَى الآخَرِ، يُزَيِّنُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِمَا عَرْشَهُ، كَمَا يُزَيِّنُ الْمَرَأةَ قِرْطَاهَا)).
ويتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:09 م]ـ
قُلْتُ: وَالْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُتَهَافِتٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. وَالْمُتَّهَمُ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، كَذَّابٌ هَالِكٌ خَطَّابِيٌّ غالٍ لا خَيْرَ فِيهِ، طَعَنَهُ ذَوُوهُ مِنْ الشِّيعَةِ، وَبَالََغُوا فِي الْحَمْلِ عَلَيْهِ، وَهُمْ بِهِ أَعْرَفُ وَأَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ فِي «رِجَالِهِ»: «مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكَرْخِيُّ، أبُو جَعْفَرٍ. غَالٍ، ضَعِيْفٌ، كَذَّابٌ. لَهُ «كِتَابُ الْمَمْدُوحِينَ وَالْمَذْمُومِينَ» يَدُلُّ عَلَى خُبْثِهِ وكِذْبِهِ».
¥