تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شَهِيدٌ، إِلا قَالَ: طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله، فيأتي النداء مِنْ قِبَلِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ، يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هَذَا حَبِيبِي مُحَمَّدٌ، وَهَذَا وَلِيي عَلِيٌّ، طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّهُ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ، وَكَذَبَ عَلَيْهِ))، ثُمَّ قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((فَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ أَحَبَّكَ يَا عَلِيُّ، إِلا اِسْتَرْوَحَ إِلَى هَذَا الْكَلامِ، وَاِبْيَضَّ وَجْهُهُ، وَفَرِحَ قَلْبُهُ، وَلا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَادَاكَ، أَوْ نَصَبَ لَكَ حَرْبَاً، أَوْ جَحَدَ لَكَ حَقَّاً، إِلا اِسْوَدَّ وَجْهُهُ، وَاضْطَرَبَتْ قَدَمَاهُ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذَا مَلَكَانِ قَدْ أَقْبَلا إِلَيَّ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَرُضُوانٌ خَازِنُ الْجَنَّةِ، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلَكُ، مَنْ أَنْتَ فَمَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ، وأطيب ريحك؟، فيقول: أنا رُضُوانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ، وَهَذِهِ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ، وَأَدْفَعُهَا إِلَى أخي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ يَرْجِعُ رُضُوانُ، فَيَدْنُو مَالِكٌ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلَكُ، مَنْ أَنْتَ فَمَا أَقْبَحَ وَجْهَكَ، وَأَنْكَرَ رُؤْيَتَكَ؟، فَيَقُولُ: أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَهَذِهِ مَقَالِيدُ النَّارِ، بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ، وَأَدْفَعُهَا إِلَى أخي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ يَرْجِعُ مَالِكٌ، فَيُقْبِلُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، وَمَقَالِيدُ النَّارِ، حَتَّى يَقِفَ عَلَى حُجْزَةِ جَهَنْمَ، وَقَدْ تَطَايرَ شَرَرُهَا، وَعَلا زَفِيرُهَا، وَاشْتَدَّ حَرُّهَا، وَعَلِيٌّ عليه السَّلامُ آخِذٌ بِزِمَامِهَا، فَتَقُولُ لَهُ جَهَنْمُ: جزني يَا عَلِيُّ، قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي، فَيَقُولُ لَهَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَرِّي يَا جَهَنْمُ، خُذِي هَذَا، وَاتْرُكِي هَذَا، خُذِي هَذَا عَدُوي، وَاتْرُكِي هَذَا وَلِيي، فَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ غُلامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ، فَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَمْنَةً، وَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَسْرَةً، وَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِيمَا يَأْمُرُهَا بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلائِقِ)).

قلت: وأحاديث هذا المجلس، وعددها أربعة أحاديث كلُّها كَذِبٌ، ولا يصحُّ منها شيءٌ البته. وقد أسلفنا ذكرَ أول أحاديثه ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يُزًيِّنَانِ عَرْشَ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا يُزَيِّنُ الْمَرَأةَ قِرْطَاهَا)).

وهذا الحديث أكذب منه، فواضعُه لم يستحيى من اللهِ وَرَسُولِهِ وَمَلائِكَتِهِ وَأَهْلِ سَمَوَاتِهِ وَأَرْضِهِ. وقد قال عَزَّ وَجَلَّ ((إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))، وقال تعالى ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)).

أرأيتك غلواً وإفراطاً كقوله ((تَقُولُ جَهَنْمُ لِعَلِيٍّ: قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي))، وقوله ((فَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ مِنْ غُلامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ))، وقوله ((فَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَمْنَةً، وَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَسْرَةً))!!. بل الحديث كله أكذوبة الأكاذيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير