وقد سبقت رواية معمر، عن إسماعيل بن أمية. . . به مرفوعاً بلفظ ومعنى آخر.
فالذي يبدو أنهما حديثان؛ أحدهما موقوف والآخر مرفوع. ويشهد للمرفوع ما:
أخرجه أبو داود (994) واللفظ له، والبيهقي (2/ 136) من طريق هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، أنه رأى رجلاً يتكىء على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، ساقطاً على شقه الأيسر، فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يُعذَّبون.
رواه عن هشام: زيد بن أبي الزرقاء، وابن وهب، وجعفر بن عون.
وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات، وفي هشام بن سعد كلام من قبل حفظه لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة التي ذكرنا.
وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً، فقال (10/ 180) رقم (5972): حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير، حدثنا هشام ـ يعني ابن سعد ـ، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى رجلاً ساقِطاً يَدَه في الصَّلاةِ، فقال: " لا تَجْلِسْ هكذا، إنما هذه جِلْسَةُ الذينَ يُعَذَّبُونَ ".
وهذا إسناد حسن، لكن قد يقال: أن الموقوف أصح من رواية المرفوع؛ لأن رواية الثلاثة أقوى من رواية الواحد، ويمكن أن يقال: الموقوف والمرفوع كلاهما صحيح.
وأخرجه عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3055): عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلاً جالساً معتمداً على يديه، فقال: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم؟.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أيضاً عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3056): عن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنه رأى رجلاً جالساً معتمداً بيده على الأرض، فقال: إنك جلست جلسة قوم عُذِّبوا.
وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات.
(تنبيه): أخرج أبو داود (992) حديث ابن عمر المرفوع بلفظ: " نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة "، وهو منكر بهذا اللفظ، تفرد به شيخ أبي داود محمد بن عبدالملك الغزَّال، وهو وإن كان ثقة، فقد خالفه الإمام أحمد وغيره في لفظه، أنظر تفصيل ذلك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " للإمام الألباني ـ رحمه الله ـ رقم (967).
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 05 - 05, 05:47 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
وهذا الحديث يبين أهمية التدقيق في روايات المدلسين كابن جريج فإنه لما عنعن وصل الحديث، ولما صرح بالتحديث رواه مرسلا
وهذا يبين أن الوصل عنده لم يسمعه من طريق إيراهيم بن ميسرة مباشرة
المقرئ
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 05, 07:02 ص]ـ
·قُلْتُ: لعل الصواب في هذا النهي عن هذه القعدة أنه خاص بالصلاة،. [/ COLOR]
جزاك الله خير الجزاء.
وهذا ما رجحه سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله (جوابا على سؤال) عند شرحه لكتاب الجامع من بلوغ المرام.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 08 - 10, 07:38 م]ـ
يرفع للفائدة