جمعٌ ودراسة لأحاديث صلاة الحاجة
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيِّين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه دراسةٌ حديثية للأحاديث الواردة في صلاة الحاجة، كتبتُها قبل سنة ونصف تقريباً، أسأل الله أن يجعلها مباركة.
وقد أحتاج في كتابتها إلى مشاركتين أو ثلاث، للحاجة إلى تصحيحها طباعياً.
روى الترمذي في جامعه (479) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 460 "1026") وابن ماجه في سننه (1384) والحاكم في المستدرك (1/ 320) والبيهقي في الشعب (3/ 175 "3265") والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1084) والبزار في مسنده (8/ 300 " 3374") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (59) وغيرهم، من طريق أبي الورقاء فائدِ بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبي أوفى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"من كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِّ ركعتين ثم ليُثنِ على الله وليصلِّ على النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم؛ سبحان الله رب العرش العظيم؛ الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأن مداره على فائد، وهو متهمٌ متروكُ الحديث، قال عنه أبو حاتم الرازي:
"وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً؛ كأنه لايُشْبِه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كَذِبٌ لم يحنث" الجرح والتعديل (7/ 84).
وقال الحاكم: "روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة" التهذيب (8/ 256) والميزان (3/ 339).
ولذا قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريب، وفي إسناده مقال، فائدُ بن عبدالرحمن يُضعَّف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء".
وضعَّفَ الحديثَ البزارُ وغيره، وذكره ابنُ الجوزي في الموضوعات وتعقَّبَه السخاويُّ فقال:
"وقد توسَّعَ ابنُ الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات وفي ذلك نظر ... وفي الجملة هو حديثٌ ضعيفٌ جداً" القول البديع (ص 431 - ).
وقد ذُكر لهذا الحديث شواهد عدة؛ منها:
حديث عبدالله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار؛ وتشهَّد بين كل ركعتين، فإذا تشهَّدتَ في آخر صلاتك فاثنِ على الله عز وجل، وصلِّ على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واقرأ وأنت ساجدٌ فاتحةَ الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهمَّ إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدِّك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً، ولا تعلِّمون السفهاءَ فإنهم يدعون بها فيستجاب".
أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (2/ 157 - "392 ") و ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 464) من طريق عمر بن هارون البَلْخي عن ابن جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود به.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، فإن عمر بن هارون كذبه ابن معين وغيره.
قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ بلا شك" وذكر هو وغيره أن هذا الحديثَ منكرُ المتنِ أيضاً، لمخالفته الأحاديث الثابتة في النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
وجاء نحوُه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، حتى إذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين بفاتحة الكتاب سبع مرات وبـ (قل هو الله أحد) سبع مرات وبآية الكرسي سبع مرار، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم سجد آخر سجدة له فيقول في سجوده بعد تسبيحه: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم ومجدك الأعلى
¥