وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية.
الثاني/ رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عمه عثمان بن حنيف به.
أخرجه النسائي في الكبرى (10496) وفي عمل اليوم والليلة (660) والبخاري في تاريخه (6/ 210) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أبي جعفر به.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 30 "8311/ 1") وفي الصغير (1/ 306 "508") والدعاء (2/ 1287) وأبونُعيم في المعرفة (4/ 1959) والبخاري في تاريخه (6/ 210) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495 "2064")
من طريق عبدالله بن وهب عن شَبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عثمان بن حنيف.
وفي أوله قصةُ رجلٍ كان يأتي إلى عثمان بن عفان يريد منه حاجةً فلا يلتفتُ إليه ولا ينظرُ في حاجته، فلقي هذا الرجلُ عثمانَ بن حُنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فأرشده بما أرشد النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك الرجل الضرير ففعل، ثم ذهب إلى عثمان بن عفان فقضى حاجته.
هذا معنى القصة، وهي تدلُّ على أن هذا الدعاءَ مشروعٌ لكل أحدٍ بهذه الصيغة، وفيها حجةٌ لمن يرى التوسلَ بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد موته.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 526 - ) وابن السني في عمل اليوم والليلة (2/ 706 "629") والبيهقي في الدلائل (6/ 167) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (61) من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
ولم يذكر أحدٌ منهم القصةَ التي أوردها ابنُ وهب في روايته، إلا عبدالغني المقدسي، فقد ذكر هذه القصة بتمامها.
وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 176) من طريق إسماعيل بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
كلاهما (هشام الدستوائي وَ روح بن القاسم) عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة عن عمِّه عثمان به.
وقد رجح أبو زرعة الرازي الوجه الأول عن أبي جعفر، وخالفه ابنُ أبي حاتم فرجح الوجه الثاني لاتفاق هشامٍ وروح بن القاسم عليه (العلل 2/ 495 "2064").
وهذا هو اختيار علي بن المديني فيما نقله عنه الطبراني في الدعاء (2/ 1290).
والذي يبدو أن كلا الوجهين صحيحٌ عن أبي جعفر، لمكانة رواتهما.
وقد صحح الحديثَ بالوجه الأول الترمذيُّ وابنُ خزيمة، وصححه بالوجه الثاني الطبرانيُّ (المعجم الصغير 1/ 306 "508") والبيهقي كما في الدلائل (6/ 176) وصححه بالوجهين الحاكم.
وحكم بصحة الحديث أيضاً الألبانيُّ (صحيح الجامع "1279" والتوسل ص74) ومقبل الوادعي (الشفاعة ص188 و190).
فائدة/نفى الترمذيُّ أن يكون أبو جعفر المذكور في الإسناد هو الخطمي، والصواب أنه هو، كما جاء صريحاً في بعض طرق الحديث، ونصَّ على ذلك عددٌ من العلماء.
فائدةٌ أخرى/لهذا الحديث وجهان شاذان، أحببتُ الإشارة إليهما:
أولهما/ ما رواه عَون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر.
أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1290) من طريق الحسين بن إسحاق عن عون بن عمارة.
وروى الحاكم في المستدرك (1/ 526) وابن حبان في المجروحين (2/ 197) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل عن عمه عثمان بن حُنيف؛ فوافق الطريقَ المشهورة عن روح.
قال الطبراني: (وَهِمَ عَون في هذا الحديث وهماً فاحشاً) قاله في الدعاء، ونحوه في المعجم الصغير (1/ 306).
ولا يمكن أن يقال: (إن الوهم وقع ممن دون عون بن عمارة؛ بدليل أنه رُوي عنه على أحد الوجهين الثابتين؛ كما عند الحاكم وابن حبان في المجروحين)!
أقول: لا يمكن أن يُقال ذلك، لأن الراويَ عن عون عند الطبراني هو الحسين بن إسحاق وهو صدوق، وعون ضَعْفُه ظاهرٌ، فتحميله الخطأ والاضطراب أولى.
وثانيهما/ ما رواه إدريس العطار عن عثمان بن عمر عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أُمامة
عن عمِّه عثمان بن حُنيف.
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 8311) وعنه أبو نعيم في المعرفة (4/ 1958) عن إدريس بن جعفر العطار به.
وهذا الوجه منكر، لتفرد العطار به، ومخالفته الطريقَ الصحيحة عن عثمان بن عمر.
وإدريس متروك الحديث.
وبعد إتمام الكلام على أسانيد هذا الحديث، أنتقلُ إلى الكلام على متنه، فأقول: جاءت روايتان شاذتان في متن هذا الحديث، أحببتُ التنبيهَ عليهما:
¥