تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر فِي ((تهذيب التهذيب)) (12/ 58/218): ((أبُو جَعْفَرٍ هذا رجل من الأنصار، وبهذا جزم ابن القطَّان، وقال: أنه مجهول. وقال ابن حبَّان فِي ((صحيحه)) هو مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ. قلت: وهذا غير مستقيم، لأن مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ لم يكن مؤذِّناً، ولأن أبا جَعْفَرٍ هذا صرَّح بسماعه من أبِي هُرَيْرَةَ فِى عدَّة أحاديث، وأما مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ فلم يدرك أبا هُرَيْرَةَ، فتعيَّن أنَّه غيره)) اهـ.

وقال ((التقريب)) (2/ 406): ((أبُو جَعْفَرٍ المؤذِّنُ الأنصارِيُّ مقبول، ومن زعم أنَّه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ فقد وهم)).

قُلْتُ: ولستُ أعلم أحداً ذكر أبَا جَعْفَرٍ الأنْصَارِيَّ بجرحٍ، بل حسَّن التِّرمذِيُّ أحاديثه، ورواية النسائِيِّ توثيقٌ له. وسبيل الاحتجاج بحديثه كسبيل عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ الآنف ذكره.

فإن قيل: يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ جَلِيلٌ، ولكنه مدلِّسٌ، فأين تصريحه بالسَّماع من أبِي جَعْفَرٍ؟.

قلنا: قد انتفت تهمة تدليسه بتصريحه بالسَّماع، فيما أخرجه النسائِيُّ (6/ 124/10311) قال: أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ هُوَ ابْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيِّ حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنَا أبُو جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، نَزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي أَرْزُقُهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ)).

قلت: وهذا إسناد متصل مسلسل بسماع رواته بعضهم عن بعض، من مبتدئه إلَى منتهاه، برجالٍ موثقين كلهم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير