تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخالف جميع أصحاب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عيسى بن المختار فرواه عنه عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ ((من قال في دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير كان كعتاق رقبة من ولد إسماعيل))

أخرجه ابن ماجه في (السنن) [2/ 3799]

قلت:

مدار الحديث على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى واضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً.

ومرة يرويه عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً، وثمَّ مغايرة في المتن فمرة يذكر (من قال دبر صلاة الغداة) ومرة لا يذكرها ومرة يذكر (بيده الخير) ومرة لا يذكرها، ومرة يذكر (يحيي ويميت) ومرة لا يذكرها وغير ذلك لمن تدبر ألفاظ الروايات.

قال الإمام أحمد عنه: (مضطرب الحديث)، وقال يحيى بن معين: (سيء الحفظ جداً وقال مرة: ضعيف)، وقال شعبة: (ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً منه)، وقال السعدي: (واهي الحديث سيء الحفظ)، وقال الحافظ في التقريب: (صدوق سيء الحفظ جداً).

قلت:

حديثه مضطرب والمتن بهذا اللفظ منكر، لأن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وقد سبق لك حاله - خَالَفَ من هو أوثق منه بمراحل عديدة وهم:

1 - عبد الرحمن بن أبي السفر، واختلف عنه:

فرواه عمر بن أبي زائدة عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل))

أخرجه البخاري في (صحيحه) [5/ 4041] ومسلم في (صحيحه) [4/ 2693] واللفظ له، والطبراني في (الكبير) [4/ 4021] والدارقطني في (العلل) [6/ 405].

وخولف عمر بن أبي زائدة، خالفه شعبة فرواه عنه عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كن له كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام))

أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4020]، والخطيب في (حديث الستة من التابعين) [1/ 17]

قلت: الراوي عن شعبة هو حجاج بن نصير قال الحافظ في التقريب: (ضعيف كان يقبل التلقين)، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث)، فتترجح رواية عمر بن أبي زائدة، ويكفي اختيار الشيخين لها.

2 - إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

فرواه يعلى بن عبيد، وسفيان عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان عدل أربع رقاب)) قيل من حدثك قال عمرو بن ميمون فلقيت عمراً فقلت من حدثك فقال عبد الرحمن بن أبي ليلى فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فقلت من حدثك قال أبو أيوب قوله.

أخرجه النسائي في (الكبير) [6/ 9941] والبيهقي في (الشعب) [1/ 595] والفسوي في (المعرفة والتاريخ) [3/ 204].

وخولف يعلى بن عبيد وسفيان خالفهما ابن عيينة فرواه عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله؛ قال الشعبي فلقيت ابن أبي ليلى فحدثني.

قال الدارقطني في (العلل) [6/ 104]: ((وقال بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن بن أبي ليلى عن أبي أيوب ولم يرفعه قال الشعبي فلقيت بن أبي ليلى فحدثني وكذلك قال يزيد بن عطاء عن إسماعيل وتابعهما يعلى بن عبيد ومحمد بن إسحاق ويحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل، ورواه عبد الله بن أبي السفر واختلف عنه فرواه عمر بن أبي زائدة عن بن أبي السفر عن الشعبي عن الربيع بن خثيم نحو قول بن عيينة ومن تابعه عن إسماعيل إلا أنه رفعه إلى النبي ?))

قلت: ولم أقف على طريق ابن عيينة هذا، ويظهر لي من كلام الدارقطني الآتي:

1 - أن ابن عيينة رواه عن إسماعيل عن الشعبي على وجهين:

الأول: ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله.

الثاني: ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي حدثني ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله.

2 - أن ابن عيينة توبع على الوجه الثاني؛ تابعه جماعة:

1 - يزيد بن عطاء. 2 - يعلى بن عبيد. 3 - محمد بن إسحاق. 4 - يحيى بن سعيد الأموي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير