تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه أبو داود في سننه (ج4ص319) والبخاري في التاريخ الكبير (ج3ص381) والنَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص149) وابْنُ ماجة في سننه (ج2ص1272) وأحمد في المسند (ج4ص60) وابْنُ أبي شيبة في المصنف (ج1ص244) وفي المسند (ج2ص316) والفِرْيَابِي في الذكر كما في نتائج الأفكار لابْنُ حَجَرْ (ج2ص366) والطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج5ص217) وفي الدعاء (ج2ص281) والخَرَائِطِيّ في مكارم الأخلاق (ج2ص833) وابْنُ أبي عاصم في الآحاد والمثَانِيِ تعليقاً (ج4ص197) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص365و366) من طريق حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي عيَّاش الزُّرْقِيّ مرفوعاً بلفظ: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له كعِدْلُ رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِبَ له بها عشر حسنات، وحُطَّ عنه بها عشر سيئات وكان في حِرْزٍ من الشيطان حتى يُمْسِي، وإذا أمسى مثل ذلك حتى يصبح».

قلت: وهذا سنده صحيح على شرط مسلم، وقد صححه الألباني في مشكاة المصابيح (ج2ص740).

وقال ابْنُ حَجَرْ: هذا حديث صحيح.

قلت: وإن صحّ الحديث فليس فيه التقييد بصلاة الصُّبْحِ والمغرب وبعشر تهليلات، بل مطلقاً في الصباح والمساء، فلا يصلح له شاهد للقيد.

وأخرجه ابْنُ السِّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص33) من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد ابْنُ أبي هلال عن أبي صالح السمان أن أبا عيَّاش به.

وأخرجه الدولابي في الكُنى (ج1ص46) من طريق ابْنِ أبي مريم قال ثنا أبو غسان قال حدثني زيد عن

أبي عيَّاش به.

5 - وأما حديث عمارة بن شبيب:

أخرجه التِّرْمِذِيّ في سننه (ج5ص544) والنَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص385) من طريق أبي عبدالرحمن الْحُبُلِيّ عن عمارة بن شبيب السّائِي قال: قال رسول الله r: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مُسَلَّحَةً يحفظونه من الشيطان حتى يُصْبِح، وكتب الله له لها عشر حسنات مُوجباتٍ، ومَحَى عنه عشر سيئات مُوبِقات، وكانت له بعِدْلُ عشر رقاب مؤمنات».

قلت: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة سماعاً عن

النبي r.

قلت: وفي تحسينه نظر.

قلت: وعلى فرض صحته فإنه ليس فيه شاهد للقيد، فهو من أذكار المساء فقط، لا من أذكار الصلاتين الفجر والمغرب.

6 - وأما حديث أبي الدَّرْدَاء:

أخرجه الطَّبَرَانِيّ في مسند الشاميين (ج1ص37) من طريق موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي ثنا

هاني بن عبدالرحمن ورديح بن عطية أنهما سمعا إبراهيم بن أبي عُلَيَّة يقول: سمعت أم الدَّرْدَاء تقول: سمعت

أبا الدَّرْدَاء يقول: إن رسول الله r قال: «من قال بعد صلاة الصُّبْحِ، وهو ثَانٍ رِجْلِهُ قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحْيِىِ ويُمِيِت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كُتِبَ له بكل مرة عشر حسنات، ومُحِيَ عنه عشر سيئات، ورُفِعَ له عشر درجات، وكُنّ له في يومه حِرزاً من كل مكروه، وحِرزاً من الشيطان، وكان له بكل مرة عِتْقُ رقبة من ولد إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك».

قلت: وهذا سنده أوهن من بيت العنكبوت فيه موسى بن محمد بن عطاء البَلْقَاوِي كَذَّبَهُ أبو زرعة

وأبو حاتم وقال النَّسَائِيّ: ليس بثقة وقال الدَّارَقُطْنِي: متروك، وقال ابْنُ حِبّان: كان يصنع الحديث، وقال

ابْنُ عَدِيّ: كان يسرق الحديث.

انظر الميزان للذهبي: (ج5ص344)

قلت: فلا يصلح للاستشهاد.

وذكره الهيثمي في المجمع (ج1ص108) ثم قال: رواه الطَّبَرَانِيّ في الكبير والأوسط وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي وهو متروك. اهـ

خلاصة القول: أن الحديث ضعيف لا يصح، لأنه تفرد به شَهْر بن حَوْشَب وهو كثير الخطأ والأوهام، وقد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً كثيراً كما أوضحته في البحث المتقدم مع ضعف أسانيده، وقد ذكر لهذا الحديث شواهد كما مر عليك في البحث قَوَّاهُ بها بعض أهل العلم، وهي إما ليس فيها شاهد للحديث وإما واهية الأسانيد، والأسانيد الواهية لا يعتد بها مهما كثرت وتعددت، ولا يجوز أن يستشهد بأحاديث المجهولين

ولا المتروكين ولا المتهمين كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث، علماً بأن الْمُسْتَشْهِدِين بها لا يشرحون عِلَلَها لِتُعْلَمَ حقيقتها ولا يحكمون عليها بما يبين حالها، وإنما يكتفون بسردها فيحصل بذلك التباس.

ثم كيف نعدها شواهد ومعانيها متباينة، حديث أبي عيَّاش يقال مرة واحدة، وحديث عمارة يقال عشر مرات في الصباح والمساء، وحديث أبي أُمَامَةَ يقال مائة مرة، وحديث أبي هُرَيْرَةَ عشر مرات بعد صلاة الغداة فقط، وحديث أبي أيوب في المساء والصباح ويقال عشر مرات، فهل يصار إلى المرة أم إلى العشر أم إلى المائة.

ثم اضطراب في بيان ثواب ذلك حتى في الرقبة في حديث مُعَاذ عِدْلُ عشر نسمات، وحديث أبي هُرَيْرَةَ رقبة واحدة وفي لفظ بعِدْلُ رقبتين، وحديث أبي أيوب أربع رقاب وقي لفظ عشر رقاب، وحديث عمارة بعِدْلُ عشر رقاب مؤمنات، وحديث أبي الدَّرْدَاء بكل مرة عتق رقبة فيه من ولد إسماعيل ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً.

ثم كذلك تذكر صلاة الفجر دون المغرب، وتارة صلاة المغرب دون الفجر، وتارة يجمع بينهما، وتارة لم تذكر صلاة الفجر والمغرب، فمتونها غير مستقيمة مع سقوط أسانيدها.

وأخيراً أقول: فلا يشرع العمل بها بعد ثبوت ضعفها.

والحمد لله أولاً وآخراً كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير