تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 05, 12:41 ص]ـ

لايأتيك القول الشاذ إلا من الرجل الشاذ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2354&highlight=%C7%E1%D0%DF%D1+%C7%E1%CC%E3%C7%DA%ED+%C 7%E1%C7%CA%C8%C7%DA+%C7%E1%CE%E3%ED%D3

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 05, 07:25 ص]ـ

الرد على من ضعف الخبر ونفى دلالته

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 11:

أخرجه الدارمي (1/ 68 - 69) , و بحشل في " تاريخ واسط " (ص 198 - تحقيق

عواد) من طريقين عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال: حدثني أبي

قال: حدثني أبي قال: " كنا نجلس على باب # عبد الله بن مسعود # قبل صلاة

الغداة , فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد , فجاءنا أبو موسى الأشعري , فقال:

أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ? قلنا: لا , فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج

قمنا إليه جميعا , فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن! إنى رأيت في المسجد

آنفا أمرا أنكرته , و لم أر و الحمد لله إلا خيرا , قال: فما هو ? فقال: إن

عشت فستراه , قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا , ينتظرون الصلاة , في كل

حلقة رجل , و في أيديهم حصى , فيقول: كبروا مائة , فيكبرون مائة , فيقول هللوا

مائة , فيهللون مائة , و يقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة , قال: فماذا قلت لهم

? قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك , قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ,

و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ? ثم مضى و مضينا معه , حتى أتى حلقة من

تلك الحلق , فوقف عليهم , فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون ? قالوا: يا أبا

عبد الرحمن! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح , قال: فعدوا سيئاتكم

فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , و يحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم!

هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون , و هذه ثيابه لم تبل , و آنيته

لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد , أو مفتتحوا باب

ضلالة ?! قالوا والله: يا أبا عبد الرحمن! ما أردنا إلا الخير , قال:

و كم من مريد للخير لن يصيبه , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: (فذكر

الحديث) , وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم , فقال عمرو بن

سلمة: فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج ".

قلت: و السياق للدارمي و هو أتم , إلا أنه ليس عنده في متن الحديث: " يمرقون

... من الرمية ". و هذا إسناد صحيح , إلا أن قوله: " عمر بن يحيى " أظنه خطأ

من النساخ , و الصواب: " عمرو بن يحيى " , و هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة

ابن الحارث الهمداني . كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل "

(3/ 1 / 269) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , و روى

عن ابن معين أنه قال فيه: " صالح ". و هكذا ذكره على الصواب في الرواة عن

أبيه , فقال (4/ 2 / 176): " يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني , و يقال:

الكندي. روى عن أبيه روى عنه شعبة و الثوري و المسعودي و قيس بن الربيع و ابنه

عمرو بن يحيى ". و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و يكفي في تعديله رواية

شعبة عنه , فإنه كان ينتقي الرجال الذين كانوا يروي عنهم , كما هو مذكور في

ترجمته , و لا يبعد أن يكون في " الثقات " لابن حبان , فقد أورده العجلي في "

ثقاته " و قال: " كوفي ثقة ".

و أما عمرو بن سلمة , فثقة مترجم في " التهذيب " بتوثيق ابن سعد , و ابن حبان (5/ 172) , و فاته أن العجلي قال في " ثقاته

" (364/ 1263): " كوفي تابعي ثقة ".

و قد كنت ذكرت في " الرد على الشيخ

الحبشي " (ص 45) أن تابعي هذه القصة هو عمارة بن أبي حسن المازني , و هو خطأ

لا ضرورة لبيان سببه , فليصحح هناك.

و للحديث طريق أخرى عن ابن مسعود في "

المسند " (1/ 404) , و فيه الزيادة , و إسنادها جيد , و قد جاءت أيضا في

حديث جمع من الصحابة خرجها مسلم في " صحيحه " (3/ 109 - 117).

و إنما عنيت بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات , فإن فيها عبرة لأصحاب

الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه

اتهموه بإنكار الذكر من أصله! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما

المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي

صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب

تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و

إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله

تعالى! * (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) *.

زد على

ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح

بالأنامل , كما هو مبين في " الرد على الحبشي " , و في غيره.

و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة

و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي

الله عنه بقوله أيضا: " اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة ".

و منها: أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك

الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ?

فهل من معتبر ?!


[1] و كنت أظن قديما أنه عمرو بن عمارة بن أبي حسن المازني , فتبين لي بعد أنه
وهم قد رجعت عنه. اهـ.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير