وقال البخارِيُّ (6355): حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ، فَيَدْعُو لَهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
وأخرجه الْحميدِيُّ (164) عن ابْنِ عُيَيْنَةَ، وابن أبِي شيبة (1/ 113/1289)، وعنه ابن ماجه (523) عَنْ وَكِيعٍ، وأَحْمَدُ (6/ 212،210،52) عَنْ يَحْيَى ووَكِيعٍ وعَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وإسحاق بن راهويه (587،586،585) عَنْ أبِي مُعَاوِيَةَ وعِيسَى بْنِ يُونُسَ ووَكِيعٍ، والبخارِيُّ (6002) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، ومُسْلِمٌ (286) عَنْ جَرِيرٍ، وابن أبِي الدنيا ((العيال)) (237)، وأبو يعلَى (4623) كلاهما عَنْ شريكٍ، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 93،92) عَنْ أبِي مُعَاوِيَةَ وعَبْدَةَ وزَائِدَةَ، وابن حبَّان (1372) عن الثَّوْرِيُّ، وابن أبِي شيبة (5/ 37/23484)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 414) كلاهما عن ابْنِ نُمَيْرٍ، جميعاً عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ بنحو حديث ابْنِ نُمَيْرٍ.
إلا أنَّ زَائِدَةَ قَالَ ((فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ))، وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ ((فَأَتْبَعَ الْبَوْلَ الْمَاءَ))، وقال شَرِيكٌ ((فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ))، وقال أبُو مُعَاوِيَةَ ((فَقَالَ: صُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبَّاً))، ولم يذكر خمستُهُمْ ((وَلَمْ يَغْسِلْهُ)).
وخالف جماعتهم على متنه: بَزِيعُ بْنُ حَسَّانٍ أبُو الْخَلِيلِ الْبَصْرِيُّ.
فقد أخرجه ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (2/ 59) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيِّ عَنْ بَزِيعٍ أبِي الْخَلِيلِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مرفوعاً قال: ((يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ)).
قلتُ: وهذا منكر بهذا الإسناد. بَزِيعُ بْنُ حَسَّانٍ أبُو الْخَلِيلِ الْبَصْرِيُّ الْخَصَّافُ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، قاله أبو حاتم الرَّازِيُّ.
قال ابن حبَّان: يأتي عن الثِّقات بأشياء موضوعة، كأنَّه المتعمد لها. ومن مناكيره وبواطيله عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مرفوعاً ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ للهِ سَجْدَةً، طَهَّرَ اللهُ مَوْضَعَ سُجُودِهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ)).
[الثانية] عَطَاءُ بْنُ أبِي رَبَاحٍ عَنْها:
قال الدارقطنِيُّ ((السنن)) (1/ 129/1): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ البغوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْمُسَيَّبِيُّ نَا أبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ح وحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَوَانِ بْنِ شُعْبَةَ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ نَا أبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُهُ أَخْذَاً عَنِيفَاً، فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، وَلا يَضر بَوْلُهُ)). وقال دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو فقال: ((دَعِيهِ، فَإِنَّهُ لَمِ يَطْعَمْ الطَّعَامَ، فَلا يَقْذَرُ بَوْلُهُ)).
وأخرجه كذلك ابن أبِي الدنيا ((العيال)) (671): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِيُّ حَدَّثَنَا أبُو شِهَابٍ بمثله.
قلت: وهذا حديثٌ غريبٌ، لم يروه عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ إلا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وهو كثير الخطأ والتَّدليس عن الضعفاء والمتروكين.
[3] حديث أَبِي السَّمْحِ مَوْلَى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
¥