رابع الأمورفي مخالفة تلك الرواية للحق الثابت:- انفردت هذه القصة بأمر لانظير له في الشرع لإن ثعلبة إما أن يعامل معاملة المؤمنين فتؤخذ منه الزكاة، أو يعامل معاملة الكفار المرتدين فتضرب عنقه لجحوده فريضة رب العالمين 00أما كونه يعامل معاملة المؤمنين في بعض الأمور ومعاملة الكافرين في بعضها الآخر فهذا لانظير له في الشرع ولا يمكن أن نقبل هذا الحكم بخبر شديد الضعف منكر السند والمتن وإلى هذا أشار ابن حزم في المحلى:11\ 207 - 208 فقال:هذه صفة أوردها الله- تبارك وتعالى - يعرفها كل من ذلك من نفسه -وليس فيها دليل على أن صاحبها معروف بعينه لأن الله - عز وجل - أمر بقبض زكوات أموال المسلمين، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند موته أن لايبقى في جزيرة العرب دينان فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كافرا ففرض أن لايقر في جزيرة العرب فسقط هذا الأثر بلا شك 0وحكى الطبري نحو هذا عن بعض السلف:10\ 133 - 134 وعبارته كان العهد الذي عاهد الله هؤلاء المنافقين شيئا نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به نقله بسنده عن سعيد بن ثابت
خامس الأمور في تفنيد تلك الرواية:- إن سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم0 كما ثبت ذلك عن عثمان بن عفان_ رضي الله عنه
وتحدثت آياتها عما جرى في غزوة تبوك وكانت في رجب سنة تسع كما في سيرة ابن هشام:2\ 515 والمعتمد أن فريضة الزكاة كانت سنة اثنتين للهجرة المباركة قال ابن كثيرفي البداية والنهاية:3\ 374 وفيها فرضت الزكاة ذات النصب وفرضت زكاة الفطر 0ونسب الصنعاني في سبل السلام:2\ 159 ذلك القول لأكثر العلماء 0انظر التفصيل في الفتح:3\ 266 ودلل الحافظ أن الزكاة كانت مفروضة سنة خمس يقينا 0وذلك لا يمنع تقدم فرضيتها 0 وإذا كانت سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم وتحدثت ما وقع في غزوة تبوك وهي في السنة التاسعة فكيف يلتئم ذلك مع ما ورد في تلك الرواية المنكرة -: وأنزل الله تعالى -" خذ من أموالهم صدقة " ونزلت عليه فرائض الصدقة 0مع أن فرضية الزكاة كان في السنة الثانية للهجرة 0وقد أشار إلى الأمور الثلاثة الأخيرة رشيد رضا في المنار 1\ 561 فقال بعد أن أورد قصة ثعلبة المتقدمة
وفي الحديث اشكالات تتعلق بسبب نزول الآيات0
1 - ظاهر سياق القرآن أن نزول الآية كان في سفر غزوة تبوك، وظاهره أيضا أن الآية نزلت عقيب فرضية الزكاة 0والمشهور فرضيتها في السنة الثانية00
2 - عدم قبول توبة ثعلبة، وظاهر الحديث لاسيما بكاؤه أنها توبة صادقة0
3 - كان العمل جاريا على معاملة المنافقين بظواهرهم وظاهر الآيات أنه يموت على نفاقه ولا يتوب من بخله وإعراضه، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عامله بذلك لابظاهر الشريعة ولا نظير له في الإسلام انتهى كلامه مختصرا مرتبا0
وصفوة الكلام - أخي الهمام- علمني الله وإياك - العلم التمام -
إن تلك القصة باطلة عند العلماء الأعلام 00 لخمسة أمور00اختصارا لما سقناه من تفصيل ما سبق من كلام0
1 - سند الخبرمنكر لايثبت بحال 0
2 - ثعلبة بن حاطب بدري من الأبرار المغفور لهم عند العزيز الغفار0
3 - القصة مخالفة لنصوص الشرع الثابتة الواضحة الدالة على قبول التوبة ما لم يغرر أو تطلع الشمس من مغربها0
4 - القصة متناقضة حيث لم تعط ثعلبة حكم المؤمنين الأبرار ولا حكم الكافرين الفجار ولا نظير ذلك في الشريعة0
5 - مخالفة تلك القصة للتاريخ 0 ففرضية الزكاة كانت في السنة الثانية، وسورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم0والحمدلله رب العالمين00
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[10 - 06 - 08, 01:05 م]ـ
هناك رسالة اسمها الشهاب الثاقب وفيها تخريج وافي جداً لهذا الحديث
الذي يتلخص انه موضوع