1 - أولاً: مسألة التشيع لابد أن نعلم أن هناك فرقا كبيراً بين التشيع والرفض وكثير من محدثي الكوفة هم من الشيعة المفضلة وأمرهم سهل ويسير وعد ذلك بدعة فيه نظر كبير عندي! فضلاً عن عد صاحبه مبتدعا! وسبق أن نقلنا كلام الذهبي وابن تيمية وغيرهم في هذه المسألة ولابأس أن نعيدها مرة أخرى
نحن نعلم أن أهل الحديث لهم عدة أقوال في هذه المسألة فمنهم من يرى التوقيف على أبي بكر وعمر وهذا مذهب جماعة من أهل الحديث منهم الثوري في رواية عنه ومذهب يحي بن سعيد القطان كما قال ذلك ابن معين في رواية أبي خالد الدقاق
قال: أبو زكريا: قال يحي بن سعيد: كان رأي سفيان الثوري أبوبكر وعمر ثم يقف قال يحي بن معين وهو رأي يحي بن سعيد القطان
وقال يحي بن سعيد الأنصاري: أدركت أصحاب النبي والتابعين ما كانوا يختلفون في أبي بكر وعمر وفضلهما قال:إنما كان الاختلاف في علي وعثمان)
وقال الإمام أحمد سألنا يزيد بن هارون عن أهل السنة ما تقول في علي وعثمان قال: فتكلم كأنه سوى بينهما وقال: إن فضل أحدهما على الآخر لم يعب.
وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع أو ترفض كما لايلزم أن كل شامي هو ناصبي أو كل بصري قدري
وتحقق ذلك في أفراد الكوفيين يحتاج إلى إثبات لأن هناك من الكوفيين لم يتشيع أمثال: طلحة بن مصرف اليامي وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو وائل شقيق بن سلمة على خلاف في ذلك وزر بن حبيش قيل أنه كان فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه وهناك أيضا شمر بن عطية وثقه النسائي ولكنه عثماني غال كما قال الذهبي في الميزان وهناك قيس بن أبي حازم البجلي وهو كوفي جليل ولم تصح تهمته بالنصب فهو عثماني كما نقل ذلك ابن حجر عن يعقوب بن شيبة السدوسي و
ثانيا: التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر
قال ابن تيمية رحمه الله: مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من باب الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة 000الخ
قال الذهبي رحمه الله: ليس تفضيل علي (على عثمان) برفض ولا هو بدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من علي وعثمان ذو فضل وسابقة 000ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير 00الخ
قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً.
والكلام في مسألة التشيع يطول لكن حسبي ما نقلته عن ابن تيمية رحمه الله والذهبي
قال أحمد شاكر رحمه الله: والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم ويرى كثيرا منهم لايوثق بأي شيء يرويه 0000فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة 000الخ
الباعث الحثيث. (95)
قلت: أكثر أحاديث فضائل آل البيت إنما جاءت عن طريق الكوفيين فهل نرد حديث هؤلاء الثقات الأثبات بدعوى أنهم شيعة؟! لاأظن أن أحدا يقول بذلك!
قال العجلي: كان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذوكان زيد يشرب ومات طلحة بن مصرف فأوصى إلى زبيد!! ز وهذا منصور بن المعتمر الكوفي رحمه الله رمي بالتشيع كما قال العجلي ولكن مع ذلك لم نجد أحدا قدح في صدقه وعدالته
قال الثوري: ما بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال أيضا: هؤلاء الأعين الذين لايشك فيهم وذكر منهم منصور بن المعتمر العابد الثقة
وقال أحمد: أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور
قال العجلي: ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة لايختلف فيه أحد رجل صالح كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال 000الخ
¥