ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[08 - 07 - 05, 11:53 ص]ـ
الأخ الفاضل: محمد بن عبد الله وفقه الله، لقد بحثت عن كتاب الأخ رضا في المنطقة الجنوبية حيث أقطن فلم أجده، وأرسلت إلى أخ بالرياض ليحضره لي فلم يجده كما أخبرني، وكنت أتمنى أن أحصل على الكتاب قبل الشروع بالموضوع، وأرى أن التأخر قد يطول في انتظار الكتاب، ومع ذلك فأنا مستمر في البحث عن الكتاب المذكور، ولو تكرمت أنت أو الأخ أبو عبد الباري وأخبرتموني كيف أحصل على الكتاب، وإلى حين حصول هذا أبدأ بالشروع فيما قدمت له في المداخلة السابقة، وهذا أوانه:
أسماء الرواة الذين رووا حديثاً واحداً مرتبين على حروف المعجم
- أنان بن عبد الله الرقاشي والد يزيد الرقاشي، ذكره البخاري في (التاريخ الكبير:1/ 451) وقال: عن أبي موسى، يروي عنه ابنه يزيد، بصري ولم يصح حديثه.
وقال ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 2/ 295): هو والد يزيد الرقاشي، روى عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه يزيد، يُعد في البصريين، .. سمعت أبي يقول: أبان الرقاشي لم يصح حديثه، إنما روى حديثاً واحداً يرويه عنه ابنه، ما نقدر أن نقول فيه. وقال ابن الجوزي (الضعفاء والمتروكين: 1/ 18): أبان بن عبد الله والد يزيد، قال الدارقطني: ضعيف، له حديث واحد، لا يُعرف إلا بابنه، مجهول.
قلت: غالب من يقول فيهم البخاري – رحمه الله – لم يصح حديثه، أو لا يصح حديثه، لايكون لهم إلا حديث واحد، والبخاري إنما حكم هذا الحكم من خلال هذا الحديث الواحد.
وهذا الحديث الذي رواه أبان الرقاشي، أخرجه أبو يعلى في (المسند: 13/ 201، 225) من طريقي إبراهيم بن إسماعيل، وصالح بن كيسان عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أبيه، عن أبي موسى ألأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد مر بالصخرة من الأنبياء سبعون بنياً حفاة عليهم العباء يؤمون البيت العتيق فيهم موسى عليه السلام))، وأخرجه كذلك أبو نعيم في (حلية الأولياء: 1/ 260) من طريق صالح بن كيسان عن يزيد بن أبان به، والعقيلي في (الضعفاء الكبير:1/ 36) من طريق صالح بن كيسان عن يزيد بن أبان به، وأورده ابن حجر في (التلخيص الحبير: 2/ 242) وساق كلام البخاري في أبان وحده!! مع أن في الإسناد يزيد بن أبان وحاله أوضح وأشهر من حال والده، وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد: 3/ 220) وعزاه للطبراني وأبي يعلى وقال: فيه يزيد الرقاشي وفيه كلام.
وقال ابن حبان (المجروحين: 1/ 98): أبان بن عبد الله الرقاشي والد يزيد، عداده في أهل البصرة، يروي عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه يزيد الرقاشي، زعم يحيى بن معين أنه ضعيف، وهذا شيء لا يتهيأ الحكم به، لأنه لا راوي له عنه إلا ابنه يزيد، ويزيد ليس بشيء في الحديث، فلا أدري التخليط منه أو من أبيه على أنه لا يجوز الاحتجاج بخبره على الأحوال كلها، لأنه لا راوي له إلا ابنه.
قلت: وتضعيفه لم ينفرد به ابن معين إذ إن كلام البخاري في تضعيف حديثه يقتضي تضعيفه كما قدمت في بداية الموضوع، ولهذا ذكره البخاري في (الضعفاء الصغير: ص20) وكذا ضعفه الدارقطني (الضعفاء والمتروكون: 104) وقال: مجهول، لا يُعرف إلا بابنه وله حديث واحد.
تنبيه: فاتني أن أذكر أن من فوائد معرفة من روى حديثاً واحداً: معرفة العلل، إذ إنه يمكن أن يدرج ضمن مسالك العلل، فعندما يشير إمام أو أكثر إلى أن فلاناً لم يروِ إلا حديثاً واحداً، ويأتي من بعدهم وينسب حديثاً آخر لهذا الراوي فعلينا أن ننظر فلعل في هذا العزو خطأ أو وهماً، ومن ذلك ما قاله ابن حجر (الدراية في تخريج أحاديث الهداية: 1/ 51) عقب تعليقه عل حديث: ((من جاء منكم يوم الجمعة فليغتسل)): وفي رواية لابن عدي من طريق أبان عن أنس رفعه: من جاء منكم .. ، وأبان واه، ... وقد سمى عبد بن حميد هذا الرجل وهو: أبان الرقاشي، وهو واهٍ كما تقدم.
¥