تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحديث يثبت بالكشف!]

ـ[أثري]ــــــــ[17 - 09 - 03, 03:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه

انتشر في بلادنا بدعة (ثبوت حديث النبي عليه السلام بالكشف) والكشف هو رؤيته عليه السلام في المنام وإخباره بصحة أو ضعف حديث ما.

ساعدونا في الصراع ..

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 09 - 03, 07:39 م]ـ

روي عن بعض أهل العلم أنه يستأنسون بالرؤى، ولكن لم يرد عن أحد منهم أنه اتخذ الرؤية دليلا شرعية يصحح من خلاله ويضعف، أو يجيز ويمنع ..

ومن أراد سلوك هذا السبيل الباطل، فعليه أن يبين لنا دليله ومستنده، وهذا ما ليس إليه سبيل

ولعلك تجد عند الإخوان مزيد تفصيل ونقول عن العلماء في هذا الباب

- لطيفة:

صليت الجمعة في أحد المساجد في دولة غربية، ومن عادتهم قبل الصلاة، أن يكون هناك درس يغتنمون فيه تجمع الناس لوعظهم

وبعد انتهاء الدرس، إذ بالشيخ يقول:

سأحدثكم بحديث، لا يعرفه الفقهاء ولا المحدثون ولا تجدوه في كتب الحديث ولا الفقه (!!!!) وإنما يرويه مشايخنا بطريق الكشف (!!!! ... )

قال:

أتى أعرابي وجعل يطوف بالكعبة وهو يصيح: " يا كريم يا كريم "

فرآه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو على هذه الحال، فأعجبه طوافه، فجعل الرسول يطوف خلفه ويقلده ..

فنظر الأعرابي للرسول وقال له: " أتستهزئ بي؟؟ والله لولا جمال وجهك وبهاء طلعتك لشكوتك إلى حبيبي رسول الله " (!!!)

فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أوما تعرف نبيك؟؟؟ "

فقال الأعرابي: " آمنت به ولم أره، ودخلت مكة ولم ألقه "

فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أنا نبيك "

فجعل الأعرابي يقبله ويعتذر منه، وبينما هما كذلك، إذ بجبريل يتنزل على النبي قائلا له: " قل لهذا الأعرابي، يقول لك الله عز وجل: تنادينا يا كريم يا كريم، لسوف نحاسبك على قولتك ... "

فقال الأعرابي: " يا محمد، قل لربك: إن حاسبتني لأحاسبنك " (!!!!)

فقال له الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وكيف ذاك؟ "

قال الأعرابي: " إن حاسبني على تقصيري، سأحاسبه على عفوه "

فإذ بجبريل ينزل مرة أخرى على النبي قائلا: " قل له، يقول لك الله تعالى: لا تحاسبنا ولا نحاسبك "

- فائدة:

سألت شيخنا عن هذا "الحديث" فقال: قرأته في مكان كذا (وذكر لي أين ولكني نسيت) وإسناده لا يصح ..

ـ[جمال عزون]ــــــــ[17 - 09 - 03, 09:08 م]ـ

قد أتمّ الله علينا النّعمة بكمال هذا الدّين وتمامه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، وقد تكفّل الله بحفظ الكتاب الكريم {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وتكفّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان هذا الكتاب {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، فالقرآن مُبَيَّنٌ والرّسولُ مُبَيِّنٌ، فتكفّل الله بحفظ الكتاب، ولازم ذلك حفظ ما به بيان الكتاب وهو سنة سيد الأنام، {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، وفي الحديث: " ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله " رواه البخاري، وقد تميزت هذه الأمة بخصيصة الإسناد فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فيسر الله علم الإسناد الذي يعرف به الصحيح الثابت من الدخيل المتهافت، وعلى هذا درج أهل العلم من القرون الأولى إلى يومك هذا حيث اعتمدوا أسسا نقدية رفيعة في علم الحديث ميزوا بهها الثابت من غيره، ولم يحتاجوا أبدا أن يتجهوا إلى المنامات كوسيلة لمعرفة درجة حديث ما، وأي حديث هذا الذي أعجزهم أمره حتى يلجؤوا إلى منام أو إلهام، على حدّ قول أصحاب الخرافة: " حدّثني قلبي عن ربّي ".

والحاصل:

1 ـ أنّ تصحيح الأحاديث عن طريق المنامات مسلك صوفي طرقي لم يعتمده أهل الحديث وسيلة لتمييز الأحاديث صحيحها وضعيفها.

2 ـ أنّنا في غنية عن هذا المسلك بما حبا الله به أهل الإسلام من علم الإسناد.

3 ـ أن قول القائل: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته عن حديث كذا فقال هو من كلامي وقد قلته " يقدح فيه بأنّ هذا المرئي قد لا يكون رسول الله الكريم بل هو الشيطان الرجيم، إذ الجزم بأن المرئي هو صلى الله عليه وسلم يفتقر إلى ما يدعّمه من ضوابط ذكرها أهل العلم، وكم من حديث صححه بعض المشار إليهم عن طريق المنام ولمّا وضع ذاك الحديث تحت ميزان النقد العلمي ألفي حديثا موضوعا مكذوبا مصنوعا.

4 ـ نعم ثمة أحاديث ينقلها أهل العلم في رؤاهم عن سيد الأنام وهي صحيحة ثابتة، لكن صحتها بناء على قواعد أهل العلم المعتبرة، ثمّ الرؤية كانت بعد ذلك للاستئناس.

والله تعالى أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير