وهذا الحديث رواه أيضاً الخطيب في (تاريخ بغداد: 5/ 181) في ترجمة أحمد بن نصر الواسطي فقال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو عبد الرحمن الواسطي، أحمد بن نصر قال: حدثنا محمد بن وزير، حدثنا أحمد بن معدان العبدي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعم الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض نعمة الله للزوال)).
ورواه كذلك القضاعي في (مسند الشهاب: 2/ 18 – 19) فقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأنماطي، أبنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بتنيس، أبنا عبد الجبار السمرقندي، ثنا محمد بن الوزير، ثنا أحمد بن معدان، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان،عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه.
نا مكي بن نظيف الزجاج، أنا إبراهيم بن الحسين بن محمد النزار قال: أنا محمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي، أنا محمد بن المؤمل الهدادي، أنا وزيرة بن محمد الغساني، نا محمد بن وزير، نا أحمد بن معدان، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم وذكره.
أما رواية الدارقطني ففي (العلل: 6/ 49): وسئل عن حديث مالك بن يخامر عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله عز وجل إلا الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض تلك النعمة للزوال))، فقال: يرويه ثور بن يزيد واختلف عنه، فرواه محمد بن علاثة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ،ورواه أحمد بن معدان العبدي عن ثور عن خالد عن معاذ لم يذكر فيه مالكا وهو حديث ثابت. لكنه قال عن أحمد بن معدان في (الضعفاء والمتروكين: 38): عن ثور بن يزيد، روى عنه: محمد بن وزير الواسطي، متروك.
لذا فقوله: حديث ثابت، لعله يريد من غير هذه الطرق كما سيأتي.
وقال البيهقي في (شعب الإيمان: 6/ 118): أخبرنا ابو الحسن المقري انا الحسن بن محمد بن اسحاق نا الحسن بن سفيان نا عمرو بن الحصين الكلابي نا ابن علاثة وأخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ نا بكير بن محمد الحداد الصوفي بمكة نا أيوب بن عبدالله العربي نا عمرو بن الحصين إذنه نا محمد بن عبدالله بن علاثة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن عامر عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا الغرماء مؤونة الناس عليه فمن لم يحمل تلك المؤونة على نفسه وفي رواية الحسن فمن لم يحتمل مؤونة الناس فقد عرض تلك النعمة للزوال)).قال أبو عبدالله هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهذا الكلام مشهور عن الفضيل بن عياض
والحديث رواه الرافعي في تاريخ قزوين 3/ 410) من طريق محمد بن علاثة عن ثور به.
ملحوظة: ابن عدي هو من صرَّح بأن ليس لأحمد بن معدان غير هذا الحديث، ولقد تتبعت من خلال الحاسوب مرويات أحمد بن معدان فلم أجدهم ينسبون له إلا هذا الحديث، وأبو حاتم قد ذكر هذا تلميحاً وذلك من خلال قوله: هو مجهول والحديث الذي رواه باطل، ومعنى هذا أن ليس له إلا حديث واحد وهو باطلٌ، لأنه قال والحديث الذي رواه باطل، ولو كان له أكثر من حديث لكانت عبارة أبي حاتم تختلف، كأن يقول والحديث الذي رواه في كذا باطل، أو حدث فلان في زوال النعمة باطل، ولما لم يكن له إلا هذا الحديث جاءت عبارته هكذا.
وهذا شبيه إلى حدٍّ بعيد بقول البخاري رحمه الله تعالى (لا يتابع على حديثه) فبين ابن عدي في أكثر من موضع في الكامل أنَّ قصده هذا الحديث الواحد، ولهذا فقول ابن حبان يرحمه الله: يرو عن ثور بن يزيد الأوابد، توسع في العبارة، لأنه ليس له إلا حديث واحد
وللحديث غير هذه الطرق فقد قال ابن أبي الدنيا في (قضاء الحوائج): أخبرنا القاضى أبو القاسم،نا أبو على، نا عبد الله، ذكر الحارث بن محمد التيمى، ذكر عمرو بن الصلت خالي عن سعيد بن أبى سعيد،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال)). وقال الطبراني (المعجم الأوسط: 7/ 292): وبه حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ك ب ثم جعل شيئا من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال. وقال المنذري في (الترغيب والترهيب: 3/ 263): إسناده جيد، وتابعه الهيثمي في المجمع 8/ 192.
وقال البيهقي (الشعب 6/ 117): أخبرنا ابو عبدالله الحافظ قراءة وأبو عبدالرحمن السلمي إملاء قالا نا ابو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار نا ابو سعيد عمران بن عبدالرحيم الأصبهاني نا احمد بن يحيى المصيصي نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه إلا جعل إليه شيئا من حوائج الناس فإن تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال.
وبناءً على ذلك فلعل قول الدارقطني هذا حديث ثابت، يريد به ثابت من غير هذه الطريق والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ............
¥