تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد نص أكثر من إمام على أنَّ أسماء هذا لم يرو إلا حديثاً واحداً، فقد نص على ذلك البخاري وقال: لعل له حديثاً آخر لا يتابع عليه، وتبعه على ذلك ابن عدي مع شكه في الحديث الآخر، وقال الترمذي 2/ 257: ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثاً مرفوعاً إلا هذا، لكنه عاد واستدرك في 5/ 228 فقال: ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا إلا هذا. وبمثل ذلك جزم البزار أيضاً فقال: 1/ 64: وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة والكلام فلم يرو عن علي إلا من هذا الوجه، وقال أيضاً 1/ 188: وهذا الحديث لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد الذي ذكرنا والإسنادان جميعا معلولان أما أسماء بن الحكم فرجل مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث.

وفي (علل الدارقطني1/ 186): سئل عن حديث علي بن أبي طالب عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد يذنب فيتوضأ ثم يصلي الحديث. فقال (أي الدارقطني): رواه عثمان بن المغيرة ويكنى أبا المغيرة وهو عثمان بن أبي زرعة وهو عثمان الأعشى رواه عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب حدث به عنه كذلك مسعر بن كدام وسفيان الثوري وشعبة وأبو عوانة وشريك وقيس وإسرائيل والحسن بن عمارة فاتفقوا في إسناده.

إلا أن شعبة من بينهم شك في أسماء بن الحكم، فقال: عن أسماء أو أبي أسماء أو ابن أسماء، وخالفهم علي بن عابس فرواه عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي ووهم فيه، قال ذلك عنه عبد الله بن وهب وخالفه عبيد الله بن يوسف الجبيري فرواه عن علي بن عابس عن عثمان عن رجل عن علي وروى هذا الحديث أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه فرواه عبد الوهاب بن الضحاك العرضي عن إسماعيل بن عياش عن أبان بن أبي عياش عن أبي إ سحاق الهمداني، قال: سمعت علي بن أبي طالب عن أبي بكر وخالفه عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل، فقال: فيه عن أبي إسحاق عن الحارث أو غيره عن علي عن أبي بكر وخالفهم موسى بن محمد بن عطاء رواه عن إسماعيل بن عياش عن شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن علي عن أبي بكر لم يذكر بينهما أحداً، وموسى هذا متروك الحديث مقدسي يعرف بأبي طاهر المقدسي، ورواه داود بن مهران الدباغ عن عمر بن يزيد قاضي المدائن عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي عن أبي بكر، وخالفه الفرج بن ايمان ورواه عن عمر بن يزيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي عن أبي بكر، وروى هذا الحديث أبو المثنى سليمان بن يزيد واختلف عنه فحدث به عبد الله بن حمزة الزبيري عن عبد الله بن نافع الصايغ عن أبي المثنى عن المغيرة بن علي عن علي عن أبي بكر ووهم فيه، وإنما رواه أبو المثنى عن المقبري واختلف عن المقبري فيه فقال مسلم بن عمرو الحذاء المديني عن بن نافع عن بن المثنى سليمان بن يزيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن علي عن أبي بكر ورواه سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري أنه سمعه من علي بن أبي طالب عن أبي بكر ولم يذكر فيه أبا هريرة وأحسنها إسنادا وأصحها ما رواه الثوري ومسعر ومن تابعهما عن عثمان بن المغيرة عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر رضي الله عنهما

قلت: من خلال هذه الروايات يظهر أن أسماء قد تفرد بهذا الحديث من هذه الرواية، وليس له إلا هذا الحديث كما نص على هذا غير واحد من علماء الحديث ونقاده الأفذاذ، ويمكن أن نفهم أن هناك حديثاً آخر من خلال كلام البخاري عندما ذكر حديث الاستحلاف وقال: لم يرو أسماء إلا هذا الحديث وحديثاً آخر، ولعل الحديث الآخر هو الحديث الذي ذكر مع الاستحلاف، ففرقهما البخاري وجعلهما حديثين، ولهذا نص من جاء بعده من النقاد صراحة على أنه لا يوجد لأسماء إلا هذا الحديث، وبعضهم حدد أكثر وقال لم يرو أسماء حديثاً مرفوعاً إلا هذا، وبذلك يكون جملة ما روي عن أسماء حديثين، أحدهما الموقوف على علي، وثانيهما الحديث المرفوع المصاحب له، فجعله بعضهم حديثاً آخر، ولهذا نجد ابن عدي عندما روى هذا الحديث ذكر بصيغة غير المتأكد أنه قد يكون له حديث آخر، فقال ولعل له حديثاً آخر، وعلى كل حال فهذا كل ما وجدت له من مرويات، والحديث تكلم فيه بعضهم، ولهذا فهو ضعيف عندهم، وأسماء هذا الراوي لا تعرف حاله، ولهذا وصفه البزار بالمجهول، وقال ابن حبان يخطئ بالرغم من أن روايته محدودة بل محدودة جداً فالراجح أنه لم يروِ إلا هذا الحديث، فيكون خطأه فيه فيستحق بذلك الجرح لا التوثيق، وبالتالي تظهر لنا قيمة توثيق ابن حبان لهذا الراوي، إذ إنه يخطئ حسب تعبير ابن حبان، وليس له إلا هذه الرواية فتكون نسبة خطئه مئة في المئة، ومثل هذا ليس مكانه كتاب الثقات، والله أعلم.

يتبع إن شاء الله تعالى ......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير