وأضاف ابن حجر في لسان الميزان: 1/ 416: وروى له الأزدي حديثا، وقال: متروك الحديث، وهو عن علي المذكور عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، رفعه: ((الخيل في نواصي شقرها الخير))، قلت (ابن حجر): وهذا المتن قد توبع عليه، أخرجه أبو داود والترمذي من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قلت والحديث المذكور رواه الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 261: فقال بعد أن ذكر اسمه ونسبه: حدث عن على بن يسار أو سيار، شيخ له مجهول، روى عنه أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ولا يحفظ له سوى حديث واحد أخبرناه عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وعلى بن محمد بن على الأيادي، قال على: حدثنا، وقال الأخر: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا إسماعيل بن عبد الله المعروف بأبي شيخ، حدثنا على بن يسار قال: وجهنى الخرسى (لعلها الخراساني وهو أبو مسلم) إلى عبد الصمد بن على الهاشمي فأتيته وعنده خيل تعرض عليه، فمر به فرس أشقر فقال: حدثني أبى عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الخيل في نواصى شقرها الخير))، رواه احمد بن يوسف بن خلاد العطار عن بن ملحان فقال على بن سيار: حدثني أحمد بن محمد المستملى أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ البغدادي متروك الحديث.
وهذا الحديث من الزوائد، ولم يذكره الدكتور الفاضل خلدون الأحدب في ((زوائد تاريخ بغداد)) وهو على شرطه.
والمتابعة التي أشار إليها ابن حجر رحمه الله تعالى مروية عند عدةٍ منهم أبوداود في السنن رقم: 2547 قال: حدثنا يحيى بن معين حدثنا حسين بن محمد عن شيبان عن عيسى بن على عن أبيه عن جده ابن عباس قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يمن الخيل فى شقرها»، ورواه أحمد في المسند رقم 2498 فقال: حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا حسين حدثنا شيبان عن عيسى بن على عن أبيه عن جده قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن يمن الخيل فى شقرها، وغيرهما.
وقد صحح أبو حاتم هذه الروايات، فقال ابن لأبي حاتم العلل لابن أبي حاتم: 1/ 328 رقم 978: وسألت أبي عن حديث؛ رواه الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن علي بن عبد الله بن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يمن الخيل في شقرها.
قال أبي: روى زيد بن الحباب، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه حسين بن محمد المروروذي، عن شيبان، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن. أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي: أيهما أصح؟.قال: حديث حسين بن محمد صحيح، وحديث زيد بن حباب صحيح، كان سليمان، وعبد الصمد أخوين، وقد رويا هذا الحديث جميعا موصلا، عن أبيه، عن جده، والذي أرى أن الوليد بن مسلم، ترك سليمان من الإسناد على العمد، لأن سليمان أسرف في القتل، والنكاية فيهم، فكان يكره أن يكون ذكره في الحديث. قلت: سليمان بن علي كان بالشام؟ قال: لا، كان بالبصرة، وكان بالشام صالح بن علي، وعبد الله بن علي.
وتعقب الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف يرحمه الله تعالى هذا فقال في أحاديث ومرويات في الميزان: 3/ 110: فقال: والعجيب أن أبا حاتم الرازي ـ رحمه الله ـ صحح رواية زيد بن الحباب عن عبدالصمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده، ورواية حسين بن محمد المروذي عن شيبان عن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده.
وهاتان الروايتان لم أقف عليهما البتة.
أما حديث حسين بن محمد، فقد رواه الأئمة والحافظ: أحمد، وابن معين، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ عنه عن شيبان عن عيسى به.
فكما يظهر أن ليس لهذا الراوي إلا حديث واحد كما نص على ذلك الخطيب رحمه الله، ولم يشاركه أحدٌ بلفظه، وهو متروك الحديث، وقد روي المتن من وجه آخر، بل من أوجه أُخر لكنها لا تصح والله أعلم.