تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج أحاديث المسخ، والكلام عليه، وهل على الحقيقة أم المجاز]

ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[04 - 07 - 05, 04:11 ص]ـ

تخريج أحاديث المسخ، وهل سيقع في الأمة آخر الزمان؟، وهل وقع في بني إسرائيل على الحقيقة أم المجاز؟

الحديث الأول:- ثبت في أصح الكتب بعد كتاب رب العالمين- صحيح البخاري - عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"

هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري:10\ 51 الفتح - كتاب الأشربة - وأخرجه البيهقي في الكبرى - كتاب صلاة الخوف - 3\ 372 ورواه أبو داود مختصرا - كتاب اللباس - 4\ 319

شبهة حول هذا الحديث

هذا الحديث دندن حوله ابن حزم -عليه رحمة الله وغفر له الزلات - ومقلديه من أهل هذا الزمان من بعض شيوخ الفضائيات - حيث زعم وتبعوه - أن الحديث منقطع من جهة أن الإمام البخاري لما رواه قال: قال هشام بن عمار، ثم ساق الحديث بسنده 0

غاب عن ابن حزم ان هشام بن عمار من شيوخ الإمام البخاري الذين لقيهم وأخذ عنهم، فالحديث متصل، لإن البخاري ليس من أهل التدليس وإذا روى الراوي عن شيخه الذي لقيه وروى عنه بأي صيغة فذلك محمول على الاتصال والسماع ما لم يكن الراوي مدلسا فلا يعتد بروايته حتى يصرح بالسماع ونحوه، وقد اعتبر العلماء الكرام عزو الراوي لشيخه بصيغة " قال وأن" ونحوه كعزوه إليه بصيغة" عن " قال العراقي في ألفيته

وإن يكن أول الإسناد حذف مع صيغة الجزم فتعليقا عرف

ولو إلى آخره، أما الذي لشيخه عزا بقال كذا

عنعنه كبر المعازف لا تصغ لابن حزم المخالف

وقد رد العلماء قاطبة على ابن حزم قوله في تضعيف هذا الحديث، وعدم العمل بموجبه0انظر مقدمةبن الصلاح معها التقييد والإيضاح:89 - 90

وفتح المغيث:1\ 55 - 57 وفتح الباري:10\ 52 - 53 وإغاثة اللهفان:1\ 277 - 278 وفيه: ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن الإمام البخاري لم يصل سنده به ثم ذكر خمسة وجوه في الرد فارجع إليه

وقال أيضا في روضة المحبين:130: وأما أبو محمد -أي ا بن حزم - فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر، وإلغائه المعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية، إنما في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة، فوسع هذا الباب، وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جدا 0 وهو من انحرافه في الطرفين حين رد الحديث الذي رواه البخاري فأبطل سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا مطعن فيها بوجه 0

ورد الإمام الألوسي في روح المعاني:21\ 76 لكنه عكر رده وكدره بعبارات قاسية لا أستبيح ذكرها فالله يغفر لنا ولهم حميعا

الرواية الثانية:- عند ابن ماجة بسند صحيح عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف، والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير"

رواه ابن ماجة كتاب الفتن - 2\ 1333 قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان:2\ 278 وهذا إسناد صحيح 0 والحديث رواه ابن حبان قريبا من رواية ابن ماجة 0 موارد الظمآن 336 والحديث رواه الإمام أحمد 5\ 432 وابن أبي شيبة والطبراني \3149 والبيهقي 10\ 221 والبخاري في التاريخ 7\ 222 وأبو داود مختصرا\3688 قال الشيخ شعيب الأرناؤط في تعليقه على رواية ابن حبان: وله شواهد من غير واحد من الصحابة يصح بها عند الحاكم عن عائشة - رضي الله عنها 4\ 147 والبيهقي 8\ 294 - 295 وعند أحمد عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه 5\ 318 وعندابن ماجة عن أبي أمامة- رضي الله عنه -3384

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير