تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرواية الثالثة:- عن ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" لاتقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" ورواه ابن حبان - موارد الظمآن0 كتاب الفتن\466 ورواه الطبراني في المعجم الصغير 2\ 76 والأوسط كما في مجمع الزوائد 8\ 11 من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ:"يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في متخذي القيان، وشاربي الخمر، ولابسي الحرير " قال الهيثمي فيه زياد بن أبي زياد الجصاص وثقه ابن حبان وضعفه الجمهوروبقية رجاله ثقات 0 وقد حكم ابن حجر عليه بالضعف0 التقريب 1\ 267 0قال الذهبي في الميزان 2\ 89 مجمع على ضعفه، ورد على ابن حبان قوله ربما يهم، ونقل عن ابن الجوزي قوله: في الرواة سبعة زياد ابن أبي زياد ليس فيهم مجروح سوى الجصاص وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين 45 ليس بثقة

والروايات المتقدمه تشهد له0

وهناك أحاديث كثيرة تقرر وقوع الخسف والمسخ في هذه الأمة0 منها ماهو صحيح ومنها ماهو ضعيف تشهد له الروايات الصحيحة0منها ما رواه الإمام أحمد وسعيد بن منصورعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" تبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ولهو ولعب، ثم يصبحون قردة وخنازير، ويبعث على أحياء من أحيائهم ريح، فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم، باستحلالهم الخمور، وضربهم بالدفوف، واتخاذهم القينات "

وعند البزار والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة يرفعه:" والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف " قالوا ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال:"إذا رأيت النساء قد ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شادة الزور وشرب المسلمون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء

وانظر كلام الإمام ابن القيم -عليه رحمة الله - في تظاهر الأحاديث في وقوع المسخ في هذه الأمة في إغاثة اللهفان 1\ 284 ثم قرر عليه رحمة الله -كما في 1\ 344 - 346 أن المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد، وهو في طائفتين

1:- علماء السوء الكاذبين على الله - جل وعلا- ورسوله- صلى الله عليه وسلم - الذين قلبوا دين الله وشرعه فقلب الله تبارك وتعالى صورهم كما قلبوا دينه0

2:- المجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم، من المغنين والمفتونين بهم وشربة الخمر والزناة0

ثم قال عليه رحمة الله وبكل حال فالمسخ لاجل الاستحلال بالاحتيال قد جاء في أحاديث كثيرة - قال شيخنا - يعني ابن تيمية - وانما ذلك اذا استحلوا هذه المحرمات بالتأويلات الفاسدة فإنهم لو استحلوها مع اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرمها - كانوا كفارا، ولم يكونوا من أمته، ولو كانوا معترفين أنها حرام لأوشك أن لايعاقبوا بالمسخ كسائر الذين يفعلون هذه المعاصي، مع اعترافهم بأنها معصية ولما قيل فيهم

" يستحلون" فإن المستحل للشئ هو الذي يفعله معتقدا حله0 فيشبه أن يكون استحلالهم للخمر يعني يسمونها بغير اسمها كما جاء في الحديث فيشربون الأنبذة المحرمة ولا يسمونها خمرا0 واستحلالهم المعازف باعتقادهم أن آلات اللهو مجرد سماع صوت فيه لذة وهذا لايحرم عندهم تأولا كأصوات الطيور00وهذه التأويلات ونحوها واقعة في الطوائف الثلاثة الذين قال فيهم عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى -

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها

المسخ في اللغة: هو التحول من صورة إلى أقبح منها0

المسخ الذي وقع على بني اسرائيل مسخ على الحقيقة أم على المجاز0

1:- ادعى مجاهد بن جبر - عليه رحمة الله - أن المسخ وقع على قلوبهم ولم تمسخ أبدانهم كما في تفسيره:1\ 77 - 78، وتفسير ابن جرير:1\ 75 وابن أبي حاتم وابقن المنذر كما في الدر:1\ 75 وإسناد ذلك إلى مجاهدكما في تفسير ابن كثير:1\ 105 حاصل قوله أن المسخ معنوي وليس حقيقي وأنه من ضرب الأمثال كما مثلهم بالحمار يحمل أسفارا0 نقله عنه أبو السعود في تفسيره- ولم يرده - 1\ 110، والشوكاني في فتح القدير:1\ 96 ولم يرده علما أنه ذكر القول بمسخهم حقيقة كما في تفسير سورة الأعراف:2\ 257 - 259 0وحكاه القاسمي في محاسن التأويل:1\ 150 ولم يرده بل مال إليه، ونصر- محمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده - قول مجاهد كما في تفسير المنار:1\ 344 كما هي عادتهما في مثل هذا

2:- ذهب جمهور المفسرين إلى أن معنى:"كونوا قردة خاسئين:" أن صورهم مسخت فكانوا قردة حقيقين

نقول وبالله التوفيق والمنة: لايرتاب أحد في بطلان قول مجاهد - رحمه الله - وذلك معدود من سقطه - عليه رحمة الله - فهو قول شاذ رده الأئمة العظام0 منهم الإمام بن جريركما في تفسيره:1\ 263 حيث قال: وهذا القول الذي قاله مجاهد قول لظاهر ما دل عليه الكتاب مخالف له، وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت0 وتبعه على ذلك الإمام الألوسي في روح المعاني:1\ 283 قال: وظاهر القرآن أنهم مسخواقردة على الحقيقة وعلى ذلك جمهور المفسرين 0 وهو الصحيح 0 وقال الإمام ابن الجوزي في زاد المسير:1\ 95:وقول مجاهد بعيد 0 وقال الإمام ابن كثير:1\ 105 هذا قول غريب - قول مجاهد - خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره 0 ورد قول مجاهد وتقرير كون المسخ وقع حقيقة على الأبدان سار المفسرون الكرام0 انظر معاني القرآن للفراء:1\ 43 وللزجاج: 1\ 427 ومعالم التنزيل:1\ 69 ومفاتيح الغيب 3\ 111 وأحكام القرآن لابن العربي:1\ 427 والجامع لأحكام القرآن:1\ 441 ولباب التأويل 1\ 69 والبحر المحيط 1\ 346 والجواهر الحسان:1\ 75 والتسهيل لعلوم التنزيل:1\ 50، 2\ 53 والسراج المنير 1\ 67 كلهم يقول أن المسخ وقع حقيقة على الأبدان وإذا علمت هذا فاعلم أن المدرسة العقليه التي تولى كبرها المحدثون- بفتح الدال - المحدثون - بكسر الدال- وهو رد كل ملا يوافق العقل وزعيمهم محمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده هي مدرسة سمجة مرذولة وعليه فقولهما في المسخ المنقول عنهمافي المنار: لو صح النقل بمسخهم حقيقة ما كان في الآية عبرة ولا موعظة للعصاة- فيه جسارة شنيعة على نصوص الشريعة0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير