تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) لأن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة إنما روى عنه (أي عن: عبد الله بن مسعود) أحاديث يسيرة فلا يبعد أن يكون سمعها منه في صغره لأن وفاة عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، كانت قبيل استشهاد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في عام 34 هـ أو 35 هـ، ووفاة عبيد الله بن عبد الله كانت عام 94 هـ، كما رجح الحافظ في (تقريب التهذيب) حين قال: [عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت من الثالثة مات سنة أربع وتسعين وقيل سنة ثمان وقيل غير ذلك]، فيحتمل جداً أن تكون ولادة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة في عام 20 هـ، أو نحوها، وتكون سنه عند وفاة عبد الله بن مسعود نحو 15 عاماً، أو نحوها.

(2) ولأن من هو في جلالة قدر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وإمامته فهو أحد الفقهاء السبعة، وسعة علمه، يترجح أنه بدأ في طلب العلم من أول سن التمييز في طفولته الباكرة.

(3) ولأن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من أهل بيت عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، فعبد الله بن مسعود هو بمثابة الجد لعبيد الله، لأنه عم والده، فاجتماعه به، وتتلمذه عليه، وأخذه منه في الصغر هو المعقول الراجح، وليس العكس. والإنسان يبدؤ عادة في التتلمذ على أهل بيته، لا سيما إن كان من بيت علم وفضل.

فليس ضعف هذا الإسناد إذاً بالشديد، بل هو إلى الحسن أقرب، لا سيما أنه في فضائل الأعمال، وهو يقبل التصحيح بأدنى شاهد معتبر أو متابعة محتملة، لا سيما أن متنه في غاية الاستقامة.

واستقامة المتن تظهر جلياً من تأمل الفاظ الحديث جملة جملة. فمثلاً جملة: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) منقولة عن النبي، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، نقل تواتر، لا ينكر ذلك إلا مخبول، خرج من نطاق العقل، أو كافر خرج عن حد الإسلام، لأنها قد صحت عن كل من: عبد الله بن عمر، وعروة بن الجعد البارقي، وأنس بن مالك، وجرير بن عبد الله، وعتبة بن عبد السلمي، وأبي هريرة، وأبي كبشة، وسلمة بن نفيل السكوني التراغمي الحضرمي؛ وهي مروية كذلك عن: أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأسماء بنت يزيد، وابن الحنظلية، وسوادة بن الربيع الجرمي، وعَرِيب المليكي، والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهم جميعاً.

وجاء في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني: [روى حديث: (الخيل معقود في نواصيها الخير) جمع من الصحابة غير من تقدم ذكره وهم بن عمر وعروة وأنس وجرير وممن لم يتقدم سلمة بن نفيل وأبو هريرة عند النسائي وعتبة بن عبد عند أبي داود وجابر وأسماء بنت يزيد وأبو ذر عند أحمد والمغيرة وابن مسعود عند أبي يعلى وأبو كبشة عند أبي عوانة وابن حبان في صحيحيهما وحذيفة عند البزار وسوادة بن الربيع وأبو أمامة وعريب (وهو بفتح المهملة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة) المليكي والنعمان بن بشير وسهل بن الحنظلية عند الطبراني وعن علي عند بن أبي عاصم في الجهاد وفي حديث جابر من الزيادة في نواصيها الخير والنيل وهو بفتح النون وسكون التحتانية بعدها لام وزاد أيضا وأهلها معانون عليها فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة وقوله وأهلها معانون عليها في رواية سلمة بن نفيل أيضا].

وقد جاءت بالفعل متابعات، منها:

u المتابعة الأولى: ما جاء في (السنن الواردة في الفتن، ج: 3 ص: 751، رقم: 371): [حدثنا محمد بن أبي محمد قال حدثنا أبي قال حدثنا سعيد قال حدثنا يوسف بن يحيى قال حدثنا عبدالملك قال حدثنا الطلحي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يزال الجهاد حلواً أخضر ما قطر القطر من السماء؛ وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم: ليس هذا زمان جهاد؛ فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد!)، قالوا: (يا رسول الله: واحد يقول ذلك؟!)، فقال: (نعم: من عليه لعنة الله والملائكة)].

وفي هذا الإسناد علتان:

(1) الإرسال، لأن زيد بن أسلم، قطعاً، لم يدرك رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير