وأما المعنى فكما قال الساعاتي: أن الله عز وجل غفر لهذا الرجل ذنب الحلف به كاذبا لأنه علم منه الإخلاص في التوحيد والله أعلم بالصواب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 05, 08:03 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
ليس الإشكال في الحديث مسألة سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب والخلاف في سماعه منه قبل الاختلاط أم بعد الاختلاط، فهذا الحديث قد رواه سفيان الثوري عن عطاء كما سبق عند النسائي، وسفيان الثوري ممن سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط بلا خلاف، وكذلك رواه عنه شعبة وحاله مثل حال سفيان إلا أنه خالف سفيان وغيره في سنده كما سبق في كلام الإمام النسائي رحمه الله
واستنكار الذهبي للحديث قد يوجه بالاختلاف الحاصل على عطاء مع الكلام فيه من قبل اختلاطه وتفرده بهذا الحديث كما ذكر البيهقي
ولو تأملنا الأحاديث الأخرى الواردة في اليمين الغموس التي يحلف بها ليقتطع بها مال امرىء مسلم لعلمنا أنها أقوى وأثبت وأصح من هذا الحديث الذي تفرد به عطاء بن السائب واختلف عليه في متنه وسنده
فتأمل ماجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري وغيره
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد عن جربر بن حازم حدثنا عدي بن عدي أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي هو ابن عميرة الكندي قال: خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلا من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض فقضى على الحضرمي بالبينة فلم يكن له بينة فقضى على امرىء القيس باليمين فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله؟ ذهبت ورب الكعبة أرضي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان قال رجاء: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ فقال الجنة قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها] ورواه النسائي من حديث عدي بن عدي به
(الحديث الثالث) قال أحمد: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرىء مسلم لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان] فقال الأشعث: في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ألك بينة؟ قلت: لا فقال لليهودي: احلف فقلت: يا رسول الله إذا يحلف فيذهب مالي] فأنزل الله عز وجل: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الاية أخرجاه من حديث الأعمش
(طريق أخرى) قال أحمد: حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق بن سلمة حدثنا عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من اقتطع مال امرىء مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان قال: فجاء الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ فحدثناه فقال: في كان هذا الحديث خاصمت ابن عم لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر كانت لي في يده فجحدني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينتك أنها بئرك وإلا فيمينه قال: قلت: يا رسول الله ما لي بينة وإن تجعلها بيمينه تذهب بئري إن خصمي امرؤ فاجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال امرىء مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الاية]
فتأمل هذا الوعيد الشديد الذي ورد على المسلمين الذين يقولون لاإله إلا الله، وقارنه برواية عطاء بن السائب السابقة وتأمل الاختلاف في سنده ومتنه يتبين لك من خلاله دقة كلام الإمام الذهبي رحمه الله.
ـ[أبو مسلم خالد]ــــــــ[11 - 07 - 05, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا