تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكالات حديثية (2)]

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[18 - 09 - 03, 09:16 م]ـ

عن عبد الله بن عمر، عن حميد الطويل، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: دخل رجل والنبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي، وله نَفَس فقال: الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه. فلما فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من صلاته، قال: من صاحب الكلمات؟ مرتين، فقام إليه رجل، فقال: أنا يا رسول الله! قال: لقد ابتدرها اثنا عشر مَلَكا: أيهم يَسْبِقُ بها فيحيي بها الله ـ تبارك وتعالى ـ قال: فمالي أسمع نَفَسَك؟

قال: أقيمت الصلاة، فأسرعتُ. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إذا سمعت الإقامة فامش على هَيْنَتِكَ، فما أدركت فصلِّ، وما فاتك فاقضِ".

أخرجه عبدالرزاق في (المصنف 2: 288، 289) في الصلاة/باب - المشي إلى الصلاة/ برقم (3406).

الحديث وقع فيه تصريح حميد بتحديث أنس إياه؛ لكن أخرجه عبد الرزاق في موضع آخر في (المصنف 2: 77) في الصلاة/باب - استفتاح الصلاة /رقم (2561).

وليس فيه تصريح حميد!. وقد تتبعت الحديث فلم أجد من تابعه على التصريح بالسماع!!.

ويؤيد كون هذا خطأ أن الحديث ورد عند الطبراني في (الدعاء 2: 1035) في جامع أبواب القول عند افتتاح الصلاة بعد التكبير وقبل القراءة/ برقم (509): من طريق عبد الرزاق، عنه به (فذكره) وليس فيه السماع.

فممن يكون هذا الاختلاف في ذكر السماع وعدمه يا تُرى؟!

وكتب محبكم/ يحيى العدل.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[12 - 01 - 04, 07:05 ص]ـ

أيها الفضلاء .. من يجيب على الإشكال!

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 07:56 ص]ـ

اما من الناسخ أو المحقق أو الطابع.

ـ[المتبصر]ــــــــ[13 - 01 - 04, 08:24 ص]ـ

مثل هذا غالبا يحمَّل الخطأ فيه للدبري فإن له في روايته للمصنف أوهاما عدها بعض أهل العلم، و لابن مفرج الأندلسي كتابا في إصلاح الحروف التي كان الدبري يصحفها من المصنف.

كما يحتمل أن يكون الخطأ من غيره و الله أعلم

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[13 - 01 - 04, 04:33 م]ـ

أيها الفاضلان الكريمان .. قد ينقدح في الذهن أن هذا التخليط من عبد الرزاق ذاته؛ فإنه عمي، فكان يُلَقَّن فيَتَلَقَّن؛ قاله أحمد. وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأَخَرَة .. لكن يعكر على هذا أن عامة ما انتقد عليه ليس في كتبه، بل كتبه متقنة؛ حدث بها جميعها قبل أن يكف بصره ..

وأما مذكرت أخي (المتبصر) أن هذا قد يكون من الدبري فهو بعيد لأن رواية الدبري وافقت الصواب .. وهي التي عند الطبراني في الدعاء ..

بقي رأي الأخ العبدلي هو الذي له حظ من النظر .. بارك الله فيكما ونفع بعلمكما.

ـ[المتبصر]ــــــــ[13 - 01 - 04, 11:04 م]ـ

أحسنتم بارك الله فيكم

و الذي ذكرته من احتمال كونه من الدبري قائم و لو رواه على الصواب، فالمواضع المأخوذة على الدبري منها ما رواه في موضع آخر على الصواب، فيكون هذا من المواضع التي اختلفت فيها رواية الدبري، و يمكن كما قلت في آخره: (كما يحتمل أن يكون الخطأ من غيره و الله أعلم).

و المراد ممن دونه ممن روى المصنف عنه، أو ممن فوقه، و هو عبد الرزاق، و ذلك أن احتمال وهم عبد الرزاق قائم كسائر الثقات و لو قبل أن يكف بصره، و هناك أحاديث رواها عن عبد الرزاق أناس قبل الاختلاط كأحمد مثلا ممن حمل عنه قبل أن يكف بصره و وهم فيها و هي في كتابه أيضا .. و قد حمله العلماء تبعة الخطأ فيها.

فائدة:

كما أود لفت النظر لشيء مهم، و هو: أن الحديث قد يجزم الناظر بأنه خطأ، مع تردده في نسبة الوهم إلى أحد رواته، و مثله كثير في عبارات المتقدمين، فتجد الأئمة أحيانا مختلفين في تحرير موضع الخلل، من أين هو؟

مع اتفاقهم على أن الرواية خطأ، و الله الموفق.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير