حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا أيوب قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس يقول أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلى قبل الخطبة قال ثم خطب فرأى أنه لم يسمع النساء فأتاهن فذكرهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة وبلال قائل بثوبه فجعلت المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء ,
وروى الإمام أحمد قال:
حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أنا ابن جريج أخبرنا عطاء عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين فيه النساء صدقة قال تلقي المرأة فتخها ويلقين قال ابن بكر فتختها ,
وجه اضطراب هذه الزيادة ,
تفرد بهذه الزيادة كما قلنا , عبد الملك بن أبي سليمان , ليس هذا فحسب , ولكن روى هذه الزيادة , تارة بلفظ " فقامت امرأة من سطة النساء " , وتارة رواها " فقامت امرأة من سفلة النساء , وفي بعض النسخ " واسطة النساء " ,
فقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان اللفظتان، ويحيى بن سعيد من الثقات الأثبات.
فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى , عن يحيى بن سعيد عن عبد الملك , هذا الحديث , وفيه " فقامت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين ".
وروى ابن خريمة في صحيحة عن محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك ,,, وفيه " فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين ".
وكذلك روى عنه ثقات بهذه اللفظة , وثقات أيضاً بالأخرى ,
فقد روى عبد الله بن نمير , كما عند مسلم , ويحيى بن سعيد , ومحمد بن بشر , كما عند ابن خزيمة , بلفظ " من سطة النساء ".
وروى عنه: عمرو بن علي كما عند النسائي , ويزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق كما عند البيهقي , ويحيى بن سعيد القطان كما عند أحمد , ويعلى بن عبيد كما عند الدارمي. كل هؤلاء بلفظ " من سفلة النساء ".
فهذا يشعر ويشير بإن هذه الزيادة مضطربة , وهذا من خطأ عبد الملك بن أبي سليمان , ولأن الثقات لم يأتوا بها من الأصل ,
عبد الملك بن أبي سليمان:
كان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يسميه " الميزان " , وعده من الحفاظ الأثبات ,
وعن أبي داود أنه سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثقة , فقال أبو داود: يخطي؟ قال نعم , وكان من أحفظ أهل الكوفة , إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. انتهى ,,
وكان من منكراته التي عدت عليه " حديث الشفعة " ومن أجله ترك شعبة التحديث عنه ,
فقال الإمام الترمذي عنه: ثقة مأمون , لا نعلم أحد تكلم فيه غير شعبة لحديث الشفعة الذي تفرد به ,
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ثقة.
وقال أبو زرعه الدمشقي: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: عبد الملك بن أبي سليمان ضعيف , وعبد الملك بن أبي سليمان , أثبت في عطاء من قيس بن سعد.
وقال عنه العجلي: ثقة ثبت في الحديث.
وقال النسائي عنه: ثقة.
وقال أبو زرعه الرازي: لا بأس به.
وقال الساجي عنه: صدوق , روى عنه يحيى بن سعيد القطان جزءاً ضخماً.
وذكره ابن حبان في الثقات , وقال: ربما أخطأ ,
وقال عنه ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام.
وقال الذهبي عنه: الكوفي الحافظ الكبير, وذكر عن أحمد أنه قال عنه: ثقة يخطئ. انظر كتاب الكاشف , وتذكرة الحفاظ.
وذكر الإمام الدراقطني في علله حديث " أفطر الحاجم والمحجوم " , فذكر من رواه موقوفاً , ومنهم المفضل بن فضالة , وإسماعيل بن علية , وغيرهم عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة موقوفاً.
ثم ذكر من رفعه ومنهم عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم قال: والقول قول من وقفه على أبي هريرة , لأنهم أثبات حفاظ , وأن من رفعه ليسوا بمرتبتهم بالإتفاق. انتهى ..
وذكر أحاديث أخرى قد رفعت , وكان عبد الملك من بين من رفعها , والصواب فيها الوقف كما بينها رحمه الله تعالى.
قال أبو حاتم: عبد الملك بن أبي سليمان حديثه عن أنس رضي الله عنه مرسل.
قال الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء " من قرأ جزءا من كتاب الله " وإنما هو " من قرأ حرفاً من كتاب الله " , قال أبو الفضل الدوري: أظن يحيى قال: حديث عبد الملك هذا حدث به محمد بن عبيد.
فمن عنده زيادة علم في هذا الأمر فلبينه لنا , وجزاكم الله خيراً.