الشبهة الثالثة احتج هذا المنفوخ برواية سعيد بن زيد لحديث الجارية والتي فيها أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مد يده اليها (أي الجارية) مستفهما من في السماء؟ قالت الله قال فمن أنا؟ فقالت رسول الله قال اعتقها فانها مسلمة)) ليزعم أن حديث الجارية من رواية معاوية السلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مضطربة وهنا اتهم الشيخ الألباني بالتناقض في شأن سعيد بن زيد اذ أعل به هذه الرواية في مختصر العلو وحسن روايته في ارواء الغليل فأقول ردا على هذا الهراء
أنه حتى لو كانت رواية سعيد بن زيد حسنة وهو صدوق فان روايته هنا معلولة بمخالفته لمن هو أوثق منه عند مسلم ولا يعزب عن ذهنك أن اسناد مسلم على شرط الشيخين فرجاله ثقات متفق عليهم عند أهل الفن هذا ان كانت روايته حسنة والصواب أنها دون ذلك فان سعيدبن زيد هذا وثقه ابن معين وقال أحمد لا بأس به ووثقه ابن سعد والعجلي وسليمان بن حرب واحتج به مسلم في صحيحه
وأما من جرحه فأولهم يحي بن سعيد القطان
قال ابن المديني سمعت يحي بن سعيد القطان يضعف سعيد بن زيد في الحديث جدا ثم قال قد حدثني وكلمته
قلت اذن القطان أعلم بحال سعيد بن زيد من غيره لالتقائه به وجرحه هنا مفسر فلا أقل من أن يعتبر عند اصدار الحكم النهائي على سعيد
وقال أبو حاتم الرازي ((ليس بالقوي)) وقاله النسائي أيضا وتذكر معي أن الخساف قد اعتمد الرازي والنسائي للطعن في هلال بن علي بن أسامة ولكنهما هنا خذلاه فأعطيا هلالا درجة أعلى من سعيد والحمد لله
وقال عنه البزار ((لين))
وقال الجوزجاني ((يضعفون حديثه وليس بحجة))
وقال ابن حبان ((كان صدوقا حافظا ممن يخطيء في الأخبار ويهم في الآثار حتى لا يحتج به اذا انفرد))
قلت فمثله لا يحتمل منه التفرد فضلا عن المخالفة
أما ما زعمه من تناقض الشيخ الألباني فالحق أن الشيخ لم يتناقض فهو يرى تبعا للحافظ أن سعيد بن زيد ((صدوق يهم)) وبقول الحافظ هذا ختم كلامه عن سعيد في مختصر العلو ومن هذه درجته يحسن الشيخ حديثه ان لم يتفرد بما ينكر عليه أو يخالف وقد الشيخ رواية سعيد لحديث الجارية بالمخالفة ولما كان السقاف ذا صلع وذا جلح من المعرفة بعلم الحديث فانه لا يفرق بين الاعلال بضعف الراوي والاعلال بخالفته لمن هو أوثق منه
وللكلام بقية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[28 - 07 - 05, 10:08 م]ـ
ملاحظة أقوال الأئمة في سعيد بن زيد أخذتها من كتاب ((هدم المنارة)) للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 07 - 05, 07:34 م]ـ
الشبهة الرابعة احتج هذا الموتور بما بما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن الشريد بن السويد الثقفي قال قلت يا رسول الله ان أمي أوصت أن أعتق رقبة وان عندي جارية سوداء نوبية فقال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((من ربك)) قالت الله قال ((فمن أنا)) قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة
قلت هذا مرسل حسن أما الارسال فلأن أبا سلمة مطعون بسماعه من جمع من الصحابة ولا نعرف تاريخ وفاة الشريد بن سويد حتى نعرف أكان معاصرا له أم لا
أما الحسن فمن أجل محمد بن عمرو بن علقمة فهو صدوق وهذه الجارية غير جارية معاوية بن الحكم السلمي فالاسناد غير الاسناد والصحابي غير الصحابي والمتن غير المتن فمعاوية أراد اعتاق جاريته لأنه صكها على وجهها أما الشريد فأراد اعتاقها لأن أمه أوصت بذلك وعلى فرض أنهما رواية واحدة فرواية مسلم الصحيحة المتصلة أرجح
وقد خولف حماد في الاسناد و المتن فرواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد من طريق محمد بن يحي القطعي حدثنا زياد بن الربيع ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن محمد بن الشريد جاء بخادمة سوداء عتماء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أمي جعلت عليها عتق رقبة فهل تجزي أن أعتق هذه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للخادمة ((من ربك)) فرفعت برأسها فقالت في السماء ثم ذكر بقية الحديث
قلت هذا اسناد حسن متصل وأميل الى ترجيح هذه الرواية على سابقتها لأن حماد بن سلمة في روايته عن غير ثابت شيء مع كونه ثقة ولم يرو له مسلم ما رواه عن محمد بن عمرو بن علقمة على خلاف زياد بن الربيع فهو من رجال البخاري ولم يطعن في شيء من مروياته وروايته شاهد قوي لرواية معاوية بن الحكم السلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند مسلم
وللكلام بقية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 07 - 05, 07:41 م]ـ
ملاحظة أصل بحثي السابق مستفاد من بحث الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ولم أخالفه الا في اعلالي الطريق الأولى بالارسال
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[29 - 07 - 05, 07:45 م]ـ
للشيخ سليم الهلالي رد على هذا الكتاب بعنوان أين الله دفاع عن حديث الجارية رواية ودراية
طبع الدار السلفية
وهو نافع في بابه
¥