ويحي بن ابي كثير هذا ثقة ثبت فضله شعبة وغيره على الزهري فمثل هذا اذا خالفه مثل سعيد بن زيد تكون رواية سعيد شاذة وروايته محفوظة لا مضطربة كما يزعم السقاف الغارق في أوحال جهله ومما يزيد رواية سعيد وهنا متابعة الامام مالك ليحي بن أبي كثير ومع أن الامام مالك أخطأ في اسم الصحابي فسماه عمر بن الحكم الى أن روايته متابعة قوية لرواية يحي فالمتن هو المتن والسند هو السند
وقد احتج الامام الشافعي بحديث الجارية من رواية الامام مالك في كتاب الأم في كتاب العتق مما يدل على الامام الشافعي يصحح حديث الجارية اذ أنه رحمه الله لا يستسيغ الاحتجاج بالضعيف فعلى هذا الامام الشافعي يجيز السؤال بأين الله والاجابة عنه باثبات العلو لرب العالمين فكان الأولى بالسقاف وشيخه الغماري الرقاص التقيد بمذهبهما الشافعي ممتثلين بذلك لنصيحة الكوثري الذي يرى أن اللامذهبية قنطرة اللادينية ولكن الكوثري هو نفسه سائر في هذا الطريق فقد روى أبو حنيفة كما في جامع المسانيد عن عطاء بن ابي رباح أن رجالا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حدثوه أن عبدالله بن رواحة كانت له راعية تتعاهد غنمه وامرها أن تتهاهد شاة من بين الغنم فتعاهدتها حتى سمنت الشاة و اشتغلت الراعية عن الغنم فجاء الذئب واختلس الشة وقتلها فجاء عبدالله بن رواحة وفقد الشاة فأخبرته الراعية بأمرها فلطمها ثم ندم على ذلك فذكر ذلك للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعظم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك فقال ضربت وجه مؤمنة فقال أنها سوداء لا علم لها فأرسل اليها رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسألها أين الله؟ قالت في السماء قال فمن أنا؟ قالت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال انها مؤمنة فاعتقها أخرجه أبو محمد البخاري عن أحمد بن سعيد النيسابوري عن محمد بن حميد عن هارون بن المغيرة عن أبي حنيفة
وأخرجه الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن ابن عقدة عن عبدالله بن محمد بن عبدالله عن ابن منيع عن محمد بن الحسن عن ابي حنيفة
وأخرجه أبو عبدالله الحسين بن محمد في مسنده عن أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون عن أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان عن القاضي أبي نصر أحمد بن نصر بن اشكاب البخاري عن عبدالله بن طاهر القزويني عن اسماعيل بن توبة القزويني عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة
وتذكر معي أن أباحنيفة ثقة عند الكوثري بل صرح صاحب ((تنسيق النظام)) من الحنفية أن أحاديث مسند أبي حنيفة كلها صحاح!!!!!
ولم أنشط للبحث عن رجال هذه الاسانيد وانما ذكرتها للالزام
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 07:47 م]ـ
تحدث السقاف عن حديث ((كل أمر ذي بال لا يبدأ بحمد الله فهو أقطع)) ملزما الشيخ الألباني بالحكم على حديث الجارية بالاضطراب كما حكم على هذا الحديث بالاضطراب فأقول ردا على الالزام السمج أن حديث ((كل أمر ذي بال)) الحديث رواياته متحدة المخرج فهي مروية من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا وراه جمع مرسلا والشيخ الألباني يرجح رواية الارسال بخلاف روايات حديث الجارية التي ذكرها السقاف فانه لا توجد رواية فيها تتحد مع رواية مسلم في المخرج الا رواية سعيد بن زيد وقد بينت علتها فيما سبق
ثم ان حديث ((كل أمر ذي بال)) الحديث الذي روي مرفوعا عن الزهري جاء من ثلاث طرق
أولها طريق الأوزاعي وهذه يضعفها الألباني جدا
الثانية رواية قرة بن عبدالرحمن وهذه يضعفها الألباني بقرة نفسه من ناحية ضعفه ومن ناحية اضطرابه في اللفظ فقد في رواية ((أقطع)) وفي أخرى ((أبتر)) وفي ثالثة ((أجذم)) وقد زعم السقاف أن هذه الثلاثة بمعنى واحد ولا معنى لاعلال الشيخ له بالاضطراب والجواب عن هذا أن يقال الأقطع والأبتر ماسقط منه عضو بسبب القطع أو البتر وتستخدم فيه آلة حادة عادة وأما الأجذم فما سقط منه عضو بسبب الجذام أعاذنا الله واياكم منه والمجذوم تسقط أعضاؤه دون ارادته و بدون استخدام آلة والخلاصة أن المعنى ليس واحدا كما زعم السقاف
ثم ان الألباني قد بين جها آخر من وجوه اضطراب قرة وهي قوله في رواية ((بذكر الله)) وفي رواية وفي رواية ((بحمد الله)) ولم يتعرض السقاف لمناقشة هذا الوجه!!! بل اكتفى برد الوجه الأول ثم زعم أن الأضطراب زال بذلك
ثم ان هنالك اضطراب في السند أيضا فالرواية الثالثة هي رواية صدقة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبدالله بن كعب بن مالك عن أبيه وصدقة هذا ضعيف وروايته مخالفة للرواية السابقة من حيث الاسناد كما ترى فهذا الحديث ليس له اسناد قائم كما ترى فأين هو من حديث الجارية المروي باسناد على شرط الشيخين مع العلم بأن معاوية السلمي لم يرو له البخاري وهذا لا يضر وأين مخالفة رواية قرة الضعيف لرواية صدقة الضعيف من مخالفة يحي بن ابي كثير الثقة الثبت ومالك الامام اسعيد بن زيد الذي ضعفه ستة من أئمة الجرح والتعديل أعرفهم به ضعفه جدا؟!!!
¥