عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن رجل من الأنصار، جاء بأمة سوادء إلى النبي ?، فقال: يارسول الله، إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة ……الحديث.
وأخرجه البيهقي في ((الكبرى)) (10/ 57) من طريق:
يونس بن يزيد، عن الزهري به.
قلت: وهذا الإسناد معلول بجهالة صحابية، فإن قيل ما وجه إعلاله بذلك، والصحابة كلهم عدول؟ فالجواب: أنه لم يرد في طريق من طرق الحديث ما يدل على أن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قد سمعه من هذا الأنصاري، فلعله لم يسمع منه، وكما قال السقاف:
((متى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال)).
وقد استظهر البيهقي في هذه العلة، فقال عقب إخراجه هذا الحديث:
((هذا مرسل)).
وأما الحديث الثاني:
فما أخرجه البراز في ((مسنده)) (13/كشف) والطبراني في ((الكبير)) (12/ 27) من طريق:
ابن ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أتى رجل النبي ?، فقال: إن على أمي رقبة، وعندي أمة سوداء ….الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وعجباً للسقاف كيف صحح الإسناد؟!!.
? وأما الحديث الثالث:
فهو الحديث الذي أشار إليه عند الدارمى (2348) من طريق:
حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن الشريد، قال: أتيت النبي ? فقلت: إن على أمي رقبة، وإن عندي جارية سوداء نوبية، أفتجزي عنها؟ قال: ادع بها …… .. الحديث.
قلت: وهذا الحديث دليل قاطع على تدليس السقاف، فحديث مسلم إنما هو من رواية معاوية بن الحكم، مما يدل على الواقعتين مختلفتان، وأن واقعة الشريد في التفكير عن أمه، وبها يفسر الحديثان السابقان، وأما واقعة معاوية بن الحكم فتختص بعتقها لأنه صكها على وجهها.
فلا أدري كيف يُشذذ لفظة في حديث ورد في واقعة معينة بحديث آخر في واقعة أخرى؟!!
وما أجود ما علقه شيخنا عبدالله بن يوسف الجديع على من يعل الحديث باختلاف اللفظ من أهل البدع.
قال حفظه الله – في تعليقه على ((ذكر الاعتقاد)) لأبي العلاء بن العطار (ص:75):
((من زعم الاختلاف في متنه فلم يصب، لأنه احتج لما ذهب إليه بروايات أحسن مراتبها الضعف، على أنها عند التحقيق لا تُعد اختلافاً، وإنما أراد بعض أهل البدع التعليق بهذا لإبطال دلالة هذا الحديث على اعتقاد أهل السنة من أن الله فوق خلقه وأنه في مكان.
كذلك تشكيك بعض أهل الزيغ في ثبوت هذا الحديث في ((صحيح مسلم)) هو أوهي من بيت العنكبوت لمن علم وفهم وأنصف، وشبهات أهل البدع لم تسلم منها آيات الكتاب فكيف تسلم منها السنن؟؟!)).
? وأخيراً أقول للسقاف:
قد ورد في القرآن الكريم ما يشهد لحديث الجارية، ألم تقرأ قوله تعالى:
{أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير} {الملك: 16 - 17}.
? ومما يدل على علو الله عز وجل أيضاً:
الأحاديث الواردة في الإسراء والمعراج، ومعراجه ? إلى السماوات العُلا، وتردده بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام في أمر الصلاة.
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة تثبت صفة العلو وذكرها مبسوط في كتب أهل العلم، ولكن كان الاهتمام بذكر ما أعله السقاف منها.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 08 - 05, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا والكتاب عندي وقد انتفعت بما فيه ولكنه الآن ليس بين يدي فهلا نقلت دفاع الشيخ عمرو عن حماد بن سلمة في هذا الكتاب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 08 - 05, 12:27 ص]ـ
احتج السقاف بقوله تعالى ((والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب)) معارضا بها آيات العلو والجواب أن يقال أن هذا يوم القيامة لا في الدنيا كما أوهم السقاف كما هو واضح في آخر الآية ثم ان الآية تخبر أن الله عزوجل عند أعمال الكفار فأين مكان أعمال الكفار؟!! انما هي معنى لا مكان مادي لها من هذا نعلم أن هذه العندية لا تخالف علو الله عزوجل على خلقه
¥