تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 09 - 05, 10:32 م]ـ

ثم تبين لي أن السقاف ذكر أن النص المشار إليه للدارمي ولكنه زعم أن شيخ الإسلام أقره وكفر من خالفه!!!

وهذا كذب وافتئات منه فشيخ الإسلام نقل نصوصا عن منكري الحد كالخطابي وتعقبه وابن نصر السجزي وسكت عليه ووصفهم بالأئمة فكيف يكون يكفرهم؟!!! وقد قرر شيخ الإسلام معنى للحد يدفع ما توهمه السقاف

ونقل السقاف قول شيخ الإسلام ((وأما خلق جسم هناك فلم يذكر على امتناعه حجة إلا أن الخصم لا يقول به والخصم يقول ذلك ممتنع لامتناع أن يكون شيء موجود فوق الله فإن سلمت له هذه العلة كان ذلك جوابا لك وإن لم تسلمها لم يكن مذهبه صحيحا فلا تحتج به وقد تقدم كلامك على إبطال مثل هذه الحجة وهي الالزامات المختلفة المآخذ))

وبتر قوله في أول الكلام ((وأيضا فتلك الأحياز (التي يزعم الرازي أنها لها العلو المطلق) ليست شيئا أصلا لأن الأشياء هي الموجودة ولا موجود إلا الله وخلقه وهو فوق خلقه وإذا لم تكن أشياء لم يصح أن يكون شيء فوقه وكان هو فوق كل شيء)) وهذا يدل على شيخ الإسلام لا يرى أن الله تعالى محدود كما البيت الذي حوله سور محدود!!!!!

وهنا قاعدة مهمة في أن اثبات العلو لا يستلزم اثبات المكان لأن المكان شيء وجودي ولا يوجد بعد العرش وجود حادث (وفرق بين الفوق والبعد) وكلام شيخ الإسلام ساقه مساق الإلزام لبيان عجز العقل الأشعري وإلا فقد قرر أن المسألة مسألة اتفاق بين الرازي وخصومه ولم يذكر السقاف قول شيخ الإسلام ((إلا أن الخصم لا يقول به والخصم يقول ذلك ممتنع لامتناع أن يكون شيء موجود فوق الله)) إغراقا منه في التلبيس والتدليس

ونقل السقاف كلاما عن الشيخ الألباني نقله عن شيخ الإسلام حول مسألة الجهة ذكره في معرض الإستفصال والإلزام ولكن السقاف لا يفرق بين ما قيل الزاما ومابين ماقيل تقريرا وكلام شيخ الإسلام كاملا والذي نقله الشيخ الألباني هو ((قد يراد بالجهة شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا بالجهة نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا بالجهة ما فوق العالم))

قلت ومن هنا بطلان إلزام السقاف للسلفيين باثبات شيء قديم غير الله وهو المكان العدمي (زعم) فالعدم غير داخل في حيز الموجودات حتى يقال عنه قديم أو حادث

ثم قال شيخ الإسلام ((ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة أو نفيه))

قلت ومذهب شيخ الإسلام في هذه الألفاظ عدم إطلاق إثباتها أو نفيها تبعا للنص كما قال في مجمل اعتقاد السلف ((فَالسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ لَمْ يَكْرَهُوا الْكَلَامَ لِمُجَرَّدِ مَا فِيهِ مِنْ الِاصْطِلَاحَاتِ الْمُوَلَّدَةِ كَلَفْظِ " الْجَوْهَرِ " وَ " الْعَرَضِ " وَ " الْجِسْمِ " وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ بَلْ لِأَنَّ الْمَعَانِيَ الَّتِي يُعَبِّرُونَ عَنْهَا بِهَذِهِ الْعِبَارَاتِ فِيهَا مِنْ الْبَاطِلِ الْمَذْمُومِ فِي الْأَدِلَّةِ وَالْأَحْكَامِ مَا يَجِبُ النَّهْيُ عَنْهُ لِاشْتِمَالِ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَلَى مَعَانٍ مُجْمَلَةٍ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ)) وهذا ينطبق على لفظ الجهة

وأما كلامه الذي بعده والذي نقله السقاف متجه حول المعنى وماذا يقصد مطلق هذا اللفظ؟

فقال رحمه الله ((فَيُقَالُ لِمَنْ نَفَى الْجِهَةَ: أَتُرِيدُ بِالْجِهَةِ أَنَّهَا شَيْءٌ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ؟ فَاَللَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِي الْمَخْلُوقَاتِ أَمْ تُرِيدُ بِالْجِهَةِ مَا وَرَاءَ الْعَالَمِ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِمَنْ قَالَ اللَّهُ فِي جِهَةٍ: أَتُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ؟ أَوْ تُرِيدُ بِهِ أَنَّ اللَّهَ دَاخِلٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ؟ فَإِنْ أَرَدْت الْأَوَّلَ فَهُوَ حَقٌّ وَإِنْ أَرَدْت الثَّانِيَ فَهُوَ بَاطِلٌ)) فانظر كيف جعل كلام كل من المثبت والنافي فيه حق وباطل والإستفصال لمعرفة حكم القائل

وقد بتر السقاف النص السابق فنقل ما يتعلق بالمثبت فقط وهذا من إغراقه في التلبيس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير