وكلام الشيخ الكوثري ـ عفا الله عنه ـ في ترجيح رواية الإشارة في سؤال: " أين الله؟ ظاهر التهافت، والجواب عنه من وجوه:
الأول: أن قصة الجارية التي حكم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإيمانها بعد سؤالها قد تكررت غير ما مرة من غير حديث معاوية بن الحكم ومن غير طريق عطاء بن يسار وفيها التصريح بالسؤال الذي تَحَرَّجَ منه الشيخ؛ ومن ذلك: ما أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في " المصنف: + " قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال: يا رسول الله، إن عليَّ عتق رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها. فقال: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم،،،)) الحديث وفيه زيادة السؤال عن الإيمان بالبعث.
وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد: /+، وصححه الذهبي في العلو وفيه روايات أخرى غير هذه، تقوى بمجموع الطرق، فما جواب الشيخ الكوثري عن هذ الروايات؟!
الثاني: أن علماء الحديث متفقون على صحة حديث معاوية بن الحَكَم السلمي بلفظ: ((أين الله؟)) وقد أخرجه مالك: كتاب العتق، باب ما يجوز من العتق ح 1511، والشافعي، وأحمد: باقي مسند المكثرين ح 7846 ومسند الأنصار: 27718، 27719، 27720، ومسلم: كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ح537، وأبو داود: كتاب الصلاة، باب تشميت العاطس في الصلاة ح930، وفي الأيمان والنذور، باب الرقبة المؤمنة ح3283، 3284، والنسائي: تاب السهو، باب الكلام في الصلاة ح1318، وابن خزيمة: (+)، وابن أبي عاصم: السنة: 1/ 215 ح 489 - 490، وابن البنا الحنبلي: السنة: (+)، والبيهقي: الأسماء والصفات: 532، وغيرهم كثير، حتى حكم الذهبي على الحديث بأنه متواتر كما في العلو: 16، فهل غفل هؤلاء جميعا عن هذه الرواية الراجحة ـ فيما ادعاه الشيخ ـ فلم يخرجوها في كتبهم؟!
الثالث: أن هذه الرواية التي رجحها الشيخ الكوثري ونقلها عن كتاب العلو للذهبي لم يسندها الذهبي في كتابه؛ بل لم يزد على أن قال: وعن عطاء،،، الحديثَ، والتعارض المسوِّغ للحكم على الروايات بالاضطراب هو التعارض بين الروايات الصحيحة المتكافئة من حيث الثبوت، فهل تقوى هذه الرواية على معارضة ما أخرجه الثقات وهم متوافرن من التصريح بصيغة السؤال، فضلا عن أن ترجح عليه؟!
الرابع: اعتمد الشيخ في ترجيحه أن حديث الجارية لم يكن إلا بالإشارة، بأن الراوي سبك ما فهمه من الإشارة في لفظ اختاره، ولم يعرفنا الشيخ: من ذلك الراوي الذي سبك ما فهمه؟ وما الدليل على سبكه؟ ثم هل يجوز ـ على قواعد أهل الحديث وعلماء الجرح والتعديل وكذلك عند الأصوليين ـ أن يُطعن في إسنادٍ ما طعنًا مجملا بغير بينة اعتمادا على الاحتمال، أو على رواية غير مسندة أصلا؛ فضلا عن أن تكون صحيحة؟!
الخامس: من جهة الرواية: لم يطعن في الحديث أحدٌ من أهل السنة مع ما يحتمله مصطلح"أهل السنة" من عموم؛ فقد أخذ به من خرجوه من الأئمة السابق ذكرهم، كما أخذ به الماتريدية أنفسهم، والذين ينتمي الشيخ الكوثري إلى مذهبهم؛ من أمثال: السعد التفتازاني: شرح المقاصد: 2/ 50 وذكر ما أفهم أن إثبات العلو أحد قولي الشيخ أبي منصور الماتريدي، البياضي: إشارات المرام: 198، وانظر أيضا: المعلمي اليماني: التنكيل: 2/ 357.
كذلك أخذ به أبو الحسن الأشعري شيخ المذهب الأشعري؛ كما في الإبانة: 119، وقال بعد أن ذكر الحديث: وهذا يدل على أن الله تعالى على عرشه فوق السماء فوقية لا تزيده قربا من العرش، وسبق في تخريج الحديث بلفط السؤال أنه من مرويات البيهقي في الأسماء والصفات.
السادس: سؤال: ((أين الله؟)) ورود في أحاديثَ غير حديث الجارية؛ منها حديث أبي رزين فيما أخرجه الترمذي عنه أنه قال: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء)).
السابع: اعتراض الشيخ الكوثري على الحديث لا طائل وراءه؛ إذ لا تعارض بين رواية الإشارة التي رجحها الشيح والرواية المصرحة بلفظ سؤال: أين الله؛ إذ كل من اللفظ والإشارة قول دال على مدلول عند اللغويين وكذلك المناطقة بخلاف القول عند النحاة الذين يقصرونه على الدلالة اللفظية فقط؛ انظر: محمد الأمين الشنقيطي: آداب البحث والمناظرة: 1/ 12 وللأنصاري في هذا الكتاب إشارة إلى تنوع أفراد الكلام؛ انظر فيما سيأتي: ل 74/ب.
ـ[سعيد علي الخاذلي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 02:03 م]ـ
الأخ أبو أسلم/ هل من زيادة معلومات حول هذا الكتاب الذي حققته وأين هو مطبوع وكيف الحصول عليه ومواضع ترجمة المؤلف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 12 - 05, 11:33 م]ـ
لي على بحثك بعض الإستدراكات والتعقيبات سأرسلها لك يا عدوي
¥