فدعوى كون الدارمي من طبقة شيوخ الستة فيها نظر ففي النظر إلى تاريخ ميلاده ووفاته نجد أنه ولد عام مائتين (200) ومات في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين (280) كما ذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام
أي أنه ولد بعد البخاري بستة سنوات فالبخاري ولد عام أربع وتسعون (194) ومائة وتوفي بعد البخاري بأربع وعشرين عاماً فالبخاري توفي عام ست وخمسون ومائة (256)
فلا أدري كيف استقام للسقاف أن يزعم أن الدارمي من طبقة شيوخ البخاري!!!!!!
وقد ولد الإمام مسلم بعد الدرامي بأربع سنوات عام (204) وليس ذلك بالفرق الزمني الشاسع الذي يجعل الدرامي من طبقة شيوخ مسلم وقد توفي مسلم قبل الدارمي بتسعة عشر عاماً عام (261)
وأما أبو داود السجستاني فقد ولد بعد الدارمي بعامين فقط عام (202) وتوفي قبله بخمس سنوات عام (275)
وأما الترمذي فولد بعد الدارمي بتسع سنوات (209) وتوفي قبله بعام (279)
وأما ابن ماجة فولد بعد الدارمي بسبع سنوات عام (207) وتوفي قبله بخمس أو سبع سنوات عام (275) أو (273)
فمع هذا التقارب الزمني في المواليد والوفيات يتعذر الزعم بأن الدارمي من شيوخ الستة وخصوصاً البخاري ومسلم وأبو داود
ولم يبق إلا النسائي وهذا يقال فيه أنهما لم يشترط الرواية عن كل الثقات بل لو قال قائل أنه لم يرزق السماع من الدارمي لكان لقوله وجاهة
ولو نظرنا إلى شيوخ الدارمي في كتابه الرد على الجهمية نجدهم من شيوخ الستة مما يؤكد ما قررته من أن الزعم أنه من طبقة شيوخهم زعم باطل إلا في حق النسائي وقد يستقيم في حق الترمذي ولكنه سيكون من صغار شيوخه الذين يتجنب الرواية عنه طلباً لعلو الإسناد ولنضرب على ذلك تسعة أمثلة
الأول القاسم بن محمد (هو ابن عباد) البغدادي وقد روى عنه ابن ماجة
والثاني سويد بن سعيد الأنباري وقد روى عنه مسلم وابن ماجة
والثالث محمد بن كثير العبدي روى عنه البخاري وأبو داود
و الرابع الحسن بن صباح البزار روى عنه البخاري والترمذي وأبو داود
والخامس سهل بن بكار روى عنه البخاري وأبو داود
والسادس يحيى بن بكير وقد روى عنه البخاري
والسابع علي بن المديني روى عنه البخاري وأبو داود
والثامن أحمد بن منيع روى عنه الجماعة إلا البخاري بواسطة
والتاسع موسى بن إسماعيل روى عنه البخاري وأبو داود
وبقية شيوخه لا يخرجون عن كونهم من شيوخ الستة عدا النسائي أو من طبقتهم ومن المعلوم أن علماء الحديث يتجنبون الرواية عن أقرانهم فيما يجدونه عند شيوخهم طلباً منهم لعلو الإسناد وما يجدونه عند كبار شيوخهم يتنجبون روايته عن صغارهم
ـ[عاكف]ــــــــ[02 - 01 - 06, 02:59 م]ـ
ما نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل
الله يجازي هذا السقاف ويسلط عليه ويفضح امره حتى ينكره الجاهل قبل العالم
الله يرد كيده في نحره هو ومن اتبعه ومن اعانه
حسبنا الله ونهم الوكيل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:23 م]ـ
وتتميماً للفائدة أنقل ثناء العلماء على عثمان بن سعيد الدارمي
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ((وفيها توفي عثمان بن سعيد بن خالد الحافظ أبو سعيد الدارمي نزيل هراة رحل إلى الأمصار ولقي الشيوخ وجالس الإمام أحمد بن حنبل وابن معين والحفاظ حتى قالوا: ما رأينا مثله ولا رأى هو مثل نفسه وكان لا يحدث من يقول بخلق القرآن))
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ ((عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني الإمام الحجة الحافظ أبو سعيد.
محدث هراة وتلك البلاد.
قال أبو الفضل يعقوب القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى هو مثل نفسه.
وقال أبو حامد الأعمشي؟ ما رأيت مثله ومثل الذهلي ويعقوب الفسوي.
وقال غيره: هو نظير إبراهيم الحربي له سؤالات في الرجال عن يحيى ابن معين ومسند كبير وتصانيف في الرد على الجهمية.
وقال أبو زرعة: رزق حسن التصنيف.
وقال أبو الفضل الجارودي: كان إماما يقتدى به في حياته وبعد مماته))
وقال الخليلي في الإرشاد ((أبو عمرو عثمان بن سعيد الدارمي كبير المحل عالم بهذا الشأن يقارن بالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم)) إلى أن قال ((وسمعت أبو عبد الله بن محمد الحافظ يقول كان عثمان بن سعيد ثقة متفقاً عليه))
وأما اتهام السقاف للدارمي بالتجسيم فلا أدري كيف خفي هذا على هؤلاء الأئمة الأعلام واكتشفه السقاف؟!!
¥