ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
قال السبكي ((ويكفيك شاهدا على تعصب شيخنا (أي الذهبي) عليه ذكره إياه في حرف الفاء حيث قال الفخر الرازي ولا يخفى أنه لا يعرف بهذا ولا هو اسمه))
قلت بل الذهبي يعرف اسمه فقد ذكره في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء وسماه في كلا المصدرين باسمه وهو (محمد بن عمر بن الحسين) وجرحه في السير بنحو ما جرحه به في الميزان ومن هذا نعرف أن ذكر الذهبي للرازي بحرف الفاء لا يعد قادحاً في جرحه وخصوصاً أنه فسره
وقد أعرض السبكي عن جمع من مثالب الفخر الرازي وهذا يدل أنه لم يكن موضوعياً في ترجمته له بخلاف الذهبي الذي ذكر القدح والمدح (وذلك في تاريخ الإسلام أما الميزان فهو مخصص للمجروحين) وإليك بعضاً من هذه المثالب
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ((وكان يعاب بإيراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه نقد ويحلها نسيئة وقد ذكره ابن دحية بمدح وذم وذكره ابن شامة فحكى عنه أشياء ردية))
وقال أيضاً ((ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي: أنه صنف كتاب المأخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيراً ويقول يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء))
وقال أيضاً ((وذكر ابن خليل السكوني في كتابه الرد على الكشاف: أن ابن الخطيب قال في كتبه في الأصول: أن مذهب الجبر هو المذهب الصحيح وقال بصحة الأعراض ويبقى صفات الله الحقيقة وزعم انها مجرد نسب واضافات كقول الفلاسفة وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع))
ويبقى هنا التنبيه على أمر
قال السبكي ((والذي أفتى به، أنه لا يجوز الاعتماد على كلام شيخنا الذهبي في ذم أشعري، ولا شكر حنبلي))
قلت وهذا الكلام ينطبق على السبكي فلا ينبغي أن يعتمد كلامه في الثناء على أشعري أو الحط على حنبلي وذلك أن العلة في النهي عن الإعتماد على كلام الذهبي في الثناء على الحنابلة والحط على الأشاعرة هو مخالفته للأشاعرة وموافقته للحنابلة في مسائل الإعتقاد وهذا ينطبق على السبكي
والسبب الثاني هو أن الذهبي متعصب _ على زعم السبكي _ والسبكي أولى بالوصم بالعصبية من الذهبي وترجمة الرازي التي بين أيدينا خير برهان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:13 م]ـ
قال السقاف ((ونقول لهم مجيبين: ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة لا يصح وصف الله تعالى به فمن قال مثلا: هل يقال بأن الله يشبه الفأر؟! فيقول له المتمسلف: هذا اللفظ لا ينبغي إثباته ولا نفيه.
ونقول له: * (سبحان ربك رب العزة عما يصفون * بل يجب نفيه ويكفر مثبته ويكفي في نفيه قوله سبحانه * (ليس كمثله شئ) ونقول لهم مجيبين: ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة لا يصح وصف الله تعالى به) * فقول من قال إثباته بدعة ونفيه بدعة هو في الحقيقة باطل وبدعة!!))
قلت كذبت يا حسن فنحن نرى أن هذه العبارة كفر وننكرها ونؤمن أن نقيضها هو الصواب
ولكن لو قال قائل كما دعا السقاف ((الله عز وجل لا يشبه الفأر)) لم يكن ذلك مدحاً فلو قلت لملك وأنت تمدحه ((أنت لا تشبه الفأر ولا الكلب ولا القطة)) لأضحك العقلاء عليه وأغضب ذلك الملك منه فما بالك برب العالمين
أما قوله تعالى ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)) ففيه الجمع بين نفي النقص وإثبات الكمال أما مجرد نفي النقص فلا يعد كمالاً كأن تقول ((الجدار لا يظلم)) فهذا ليس فيه إثبات العدل له
الوجه الثاني من وجوه نكارة هذه العبارة أن تخصيص بعض الأفراد بالذكر موهم لعدم وجود العموم
ومعناه أنك لو قلت في ملك ((أنت لا تشبه الفأر)) قد يفهم السامع أنه يشبه حيواناً آخر لهذا فقد جاء نفي المثليه والشبه عاماً في النصوص
¥