تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول: إنها جوارح. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" الشورى "وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد" الإخلاص))

وهذا كلام صريحٌ في الإثبات يكفي في الدلالة على ذلك أنه جعل الكلام في الصفات كالكلام على في الذات ولا يقول عاقل أن الخطيب كان يفوض وجود الله

وقد جعل الخطيب صفة اليد كصفة السمع والبصر وهذا أيضاً صريحٌٌ في الإثبات

ونفيه للتشبيه فرعٌ عن الإثبات كما قدمنا

والخلاصة أن الذهبي لم يصبح معطلاً كما زعم السقاف

ويبقى هنا التنبيه على أمر وهو أن السقاف نقل قول الدارمي ((فهذا كله وما أشبه من شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد آيات الله)) الذي نقله ابن تيمية في درء التعارض

زاعماً أن الذهبي كافر عند ابن تيمية لأنه ينكر الحد

والجواب أن السقاف بتر نص الدارمي ودونك النص بتمامه ((وسئل عبد الله بن المبارك بم نعرف ربنا قال بأنه على عرشه بائن من خلقه قيل بحد قال بحد حدثناه الحسن بن الصباح البزار عن علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك

فمن ادعى أنه ليس لله حد فقد رد لقرآن وادعى أنه لا شيء لأن الله وصف حد مكانه في مواضع كثيرة من كتابه فقال ((الرحمن على العرش استوى)) ((أأمنتم من في السماء)) ((اني متوفيك ورافعك إلي)) ((يخافون ربهم من فوقهم سورة اليه يصعد الكلم الطيبفهذا كله وما أشبه من شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد آيات الله

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله فوق عرشه فوق سمواته وقال للأمة السوداء أين الله قالت في السماء قال اعتقها فانها مؤمنة قول رسوله الله صلى الله عليه وسلم أنها مؤمنه دليل على أنها لو لم تؤمن بأن الله في السماء كما قال الله ورسوله لم تكن مؤمنة وانه لا يجوز في الرقبة المؤمنة الا من يحد الله أنه في السماء كما قال الله ورسوله))

قلت الدارمي يعني بإثبات الحد نفي أن يكون الله في كل مكان كما تقول الجهمية فالتكفير متجه للجهمية الذين يزعمون أنه لا فضل للسماء على الأرض وأن الله ممتزجٌ بخلقه

وقد قدمنا أن الحد لفظة تطلق للإخبار ترادف قولنا ((الله على عرشه وغير ممتزج بخلقه)) وهذا معنى صحيح دلت عليه النصوص الصحيحة الصريحة وقد ثبت بالحديث الصحيح أن الله عز وجل له حجاب من نور لو كشف عنه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره

ولو كان الله في كل مكان لما كان لهذا حجاب معنى

وبالتالي نعرف أن عبارة الدارمي غير منطبقة على الذهبي _ المثبت للعلو _

ثم إن الذهبي لم ينكر الحد بل كره الخوض بهذه الألفاظ لعدم ورود الأدلة بها

ثم إنه على فرض أن الذهبي وقع في قول الجهمية الحلولية فلا يلزم ابن تيمية أن يجعل الذهبي كافراً

قال شيخ الإسلام ((هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً وَفَاسِقًا أُخْرَى وَعَاصِيًا أُخْرَى وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ))

فمن أين لنا أن من نفى الحد لا شبهة لديه وقد ينفي العالم الحد ويعني به غير الحد الذي يثبته العالم الآخر كما شرحته سابقاً

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:02 م]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد

فقد اطلعت على رسالة ((تنقيح الفهوم العالية فيما صح ومالم يصح من حديث الجارية)) للمدعو حسن بن علي السقاف فوجدتها مليئة بالجهالات والسخافات ولولا اغترار ثلة من الجهلة بهذا المائق لما وضعت سوداء على بيضاء في الرد عليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير