تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا، رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ، خُلِّطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ.

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (9743) بأطول من هذا، وأحمد (1/ 348)، والطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآية، والطبراني في " الكبير " (12155)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (13/ 191).

والحديثُ ضعيفٌ، في إسنادهِ عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ.

قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (6/ 174): عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد. روى عن مِقْسَمٍ، روى عنه معمر والنعمان، سمعت أبي يقول ذلك.

نا عبد الرحمن، انا علي بن أبي طاهر القزويني فيما متب إلي، قال: انا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن عثمان الجزري فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابه.

نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن عثمان الجزري فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان.ا. هـ.

وأورده البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 258).

وهمٌ وقع فيه بعض أهل العلم:

وقع بعض أهل العلم في وهم عندما ظنوا أن عثمان الجزري هو عثمان بن عمرو بن ساج الجزري، ومنهم:

1 - الشخ أحمد شاكر في " تخريج المسند " (4/ 193، 5/ 87).

2 - الهيثمي في " المجمع " (7/ 27) فقال عند تخريجه للحديث: رواه أحمد والطبراني وفيه عثمان بن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.ا. هـ.

3 - الشيخ الألباني أيضا في تخريجه لـ " فقه السيرة " للغزالي (ص 163)، والضعيفة (3/ 262).

4 - الدكتور أكرم العمري في " السيرة النبوية الصحيحة " (1/ 208).

5 - سامي بن محمد السلامة في تحقيقه لـ " تفسير ابن كثير " (4/ 46)، فقد نقل كلام الهيثمي على الحديث.

6 - الدكتور سليمان بن علي السعود في " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة " (ص 113).

وربما يكون هناك آخرين ممن اعتمدوا على تخريجهم فظنوا نفس الظن. والله أعلم.

تحسينُ بعضِ العلماءِ للقصةِ:

ذهب بعض أهل العلم إلى تحسين القصة منهم:

1 - الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 239) فقال: وهذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.ا. هـ.

2 - وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (7/ 278): وَذَكَرَ أَحْمَد مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس بِإِسْنَادٍ حَسَن ... وذكر القصة.ا. هـ.

والصواب - والله أعلم - أن السند لا يحتمل التحسين وذلك لجهالة عثمان الجزري، حتى الطرق التي ستأتي لا تجعل الحديث يرتقي إلى مرتبة الحسن لأنها أيضا ضعيفة.

تضعيفُ أهلِ العلمِ للقصةِ:

حكم عدد من أهل العلم على القصة بالضعف، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء ضعفها على أن عثمان الجزري هو ابن عمرو بن ساج، وفي هذا نظر كما بينا آنفا، ومنهم:

1 - الشيخ أحمد شاكر.

قال في " تخريج المسند " (3251): في إسناده نظر.

2 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.

قال في تعليقه على " فقه السيرة " (ص 163) لمحمد الغزالي: في المسند من طريق عثمان الجزري أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس به. وحسن المؤلف إسناده، وكأنه تبع فيه ابن كثير في " البداية ". وتبعه أيضا الحافظ في " الفتح "، وفي تحسينه نظر فإن عثمان الجزري وهو ابن عمرو بن ساج.ا. هـ.

وقال في " الضعيفة " (3/ 339): واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم.ا. هـ.

3 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.

قال في تخريجه لـ " مسند الإمام أحمد " (5/ 301): إسناده ضعيف، عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد ... " وذكر كلام الإمام أحمد وأبي حاتم في الرجل.

4 - الشيخ بكر أبو زيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير