و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " (10/ 136):
" رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني و رجال أحمد رجال الصحيح غير
أبي سلمة الجهني و قد وثقه ابن حبان "!
قلت: و قد عرفت مما سبق من التحقيق أنه ثقة من رجال مسلم و أن اسمه موسى
بن عبد الله. و لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم
بن عبد الله بن مسعود به، لم يذكر عن أبيه.
أخرجه محمد بن الفضل بن غزوان الضبي في " كتاب الدعاء " (ق 2/ 1 - 2)
و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (335)، و عبد الرحمن ابن إسحاق
و هو أبو شيبة الواسطي متفق على تضعيفه.
ثم رأيت الحديث قد رواه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في " ستة مجالس "
(ق 8/ 1) من طريق الإمام أحمد، و قال مخرجه الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل
البغدادي:
" هذا حديث حسن عالي الإسناد، و رجاله ثقات ".
و للحديث شاهد من حديث فياض عن عبد الله بن زبيد عن أبي موسى رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره نحوه.
أخرجه ابن السني (343) بسند صحيح إلى فياض و هو ابن غزوان الضبي الكوفي قال
أحمد: ثقة. و شيخه عبد الله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي الكوفي.
قال ابن أبي حاتم (2/ 2 / 62) عن أبيه:
" روى عنه الكوفيون ". و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
قلت: فهو مستور، و مثله يستشهد بحديثه إن شاء الله تعالى.
و الحديث قال الهيثمي:
" رواه الطبراني و فيه من لم أعرفه ".
قلت: و كأنه يعني عبد الله بن زبيد، و عليه فكأنه لم يقف على ترجمته في
" الجرح و التعديل "، و لو أنه لم يذكر فيه تعديلا أو تجريحا، فإن العادة أن
لا يقال في مثله " لم أعرفه "، كما هو معلوم عند المشتغلين بهذا العلم الشريف
.
(تنبيه) وقع في هامش المجمع تعليقا على الحديث خطأ فاحش، حيث جاء فيه:
" قلت (القائل هو ابن حجر): هذا الحديث أخرجه أبو داود و الترمذي و النسائي
من رواية عبد الجليل بهذا الإسناد، فلا وجه لاستدراكه. ابن حجر ".
و وجه الخطأ أن هذا التعليق ليس محله هذا الحديث، بل هو الحديث الذي في
" المجمع " بعد هذا، فإن هذا لم يروه أحد من أصحاب السنن المذكورين، و ليس في
إسناده عبد الجليل، بل هو في إسناده الحديث الآخر، و هو عن أبي بكرة رضي الله
عنه، فأخطأ الناسخ أو الطابع فربط التعليق بالحديث الأول، و هو للآخر، و خفي
ذلك على الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فإنه بعد أن أشار لهذا الحديث و نقل قول
الهيثمي السابق في تخريج الحديث قال:
" و علق عليه الحافظ ابن حجر بخطه بهامش أصله ... ".
ثم ذكر كلام الحافظ المتقدم!
و جملة القول أن الحديث صحيح من رواية ابن مسعود وحده، فكيف إذا انضم إليه
حديث أبي موسى رضي الله عنهما. و قد صححه شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه
ابن القيم، هذا و قد صرح بذلك في أكثر من كتاب من كتبه منها " شفاء العليل "
(ص 274)، و أما ابن تيمية فلست أذكر الآن في أي كتاب أو رسالة ذكر ذلك.
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:44 ص]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
جزاكم الله خيراً ...
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 09:04 ص]ـ
وجزاك و نفع بك
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الحبيب.
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[04 - 05 - 08, 12:37 ص]ـ
انظروا:
http://www.addyaiya.com//TitleView.aspx?refId=136
http://www.addyaiya.com//TitleView.aspx?refId=137
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 05 - 09, 12:31 م]ـ
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتابه «درء تعارض العقل والنقل» 3/ 330:
وكلما كانت حاجة الناس إلى معرفة الشيء وذكره أشد وأكثر = كانت معرفتهم به وذكرهم له أعظم وأكثر، وكانت طرق معرفته أكثر وأظهر، وكانت الأسماء المعرفة له أكثر، وكانت على معانيه أدل.
فالمخلوق الذي يتصوره الناس ويعبرون عنه أكثر من غيره = تجد له من الأسماء والصفات عندهم ما ليس لغيره؛ كالأسد والداهية والخمر والسيف ونحو ذلك ....
ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات = كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه.
وله سبحانه في كل لغة أسماء، وله في اللغة العربية أسماء كثيرة
.
والصواب الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ".
معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه = دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسما؛ فإنه في الحديث الآخر الذي رواه أحمد وأبو حاتم في صحيحه " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي وهمي".
وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه، ولو أحصى جميع أسمائه = لأحصى صفاته كلها؛ فكان يحصى الثناء عليه؛ لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه.