ثقة كثير الحديث مات بمكة سنة تسع عشرة، وكذا أرخ البخاري، وقيل سنة عشرين، وله رواية في مقدمة صحيح مسلم، وقال محمد بن سهل القهستاني: حدثنا الربيع بن سليمان، سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي، كان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة الاف حديث. وقال محمد بن إسحاق المروزي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الأئمة في زماننا الشافعي والحميدي وأبو عبيد، وقال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: ما دمت بالحجاز وأحمد بن حنبل بالعراق وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد. وقال أبو العباس السراج: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمام في الحديث. قال الفربري: حدثنا محمد بن المهلب البخاري: حدثنا الحميدي: قال والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ من أن أغزو عدتهم من الأتراك.
قلت: لما توفى الشافعي أراد الحميدي أن يتصدر موضعه فتنافس هو وابن عبد الحكم على ذلك وغلبه ابن عبد الحكم على مجلس الإمام ثم إن الحميدي رجع إلى مكة وأقام بها ببنشر العلم رحمه الله.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أخبرنا عثمان بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي أخبرنا سفيان عن الزهري أنه سمع أنس بن مالك يقول اخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين والناس صفوف خلف أبي بكر فلما رأوه كأنهم تحركوا فأشار إليهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن امضوا فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وألقى السجف وتوفي من اخر ذلك اليوم. متفق عليه.
ورواه مسلم عن الحلواني وعبد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح عن الزهري.
وقوله: وتوفي من آخر ذلك اليوم، غريب، إنما المحفوظ أنه توفي في أوائل النهار قبل الظهر يوم الاثنين.
ويقع حديث أبي بكر الحميدي عاليًا في الغيلانيات.
أخبرنا يوسف بن أبي نصر وعبد الله بن قوام وعدة قالوا أخبرنا ابن الزبيدي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا ابن مطر حدثنا البخاري حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول على المنبر سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: ((إنما الأعمال بالنيات)) وذكر الحديث.
هذا أول شيء افتتح به البخاري صحيحه فصيره كالخطبة له وعدل عن روايته افتتاحًا بحديث مالك الإمام إلى هذا الإسناد لجلالة الحميدي وتقدمه ولأن إسناده هذا عزيز المثل جدًّا ليس فيه عنعنة أبدًا بل كل واحد منهم صرح بالسماع له. اهـ من [السير 10/ 616 - 621]، وانظر هامشه فثمة مراجع عديدة للإمام الحميدي.
وسنأتي على ترجمة رجال الإسناد الذين رووا مسند الحميدي في الفصل التالي إن شاء الله.
يُتبع ..........
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 05, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي في الله, مشروع طيب
وأحببت أن أسألك: هل زوائد الحميدي على الصحيحين وباقي الكتب الستة كثيرة, وما قدرها؟
وإن كانت قليلة فلم لا يكون مشروعك هو هو شرح وتخريج زوائد الحميدي؟
بارك الله فيك ونفعنا بما تكتب
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 12:22 ص]ـ
وإن كانت قليلة فلم لا يكون مشروعك هو هو شرح وتخريج زوائد الحميدي؟
اقتراح جيد .... و إن كنت أخي مصرا على شرحه بالكامل .. فأرى أن تجعل شرحك للأحاديث التي ليست بزوائد موجزا مختصرا ... و بارك الله فيك ...
و أعتقد أن موضوعك سيُنقل إلى منتدى العلم الشرحي التخصصي ... كما هي العادة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[13 - 08 - 05, 02:21 ص]ـ
فائدة: للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله كتاب أسماه: سبائك اللجين في زوائد الحميدي على الصحيحين.
أشار إلى أنه أتمه في مقدمة غوث المكدود -فيما أذكر-.
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[13 - 08 - 05, 03:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بناءً على رغبة الإخوة الأفاضل فقد تم تعديل اسم الموضوع إلى:
[فتح العلي بتخريج وشرح زوائد الحميدي] [سلسلة متصلة إن شاء الله].
فائدة:
للإمام الحميدي - رحمه الله - مؤلف اسمه: ((النوادر)).
وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) [1/ 149]، [1/ 155]، [6/ 215]، [6/ 233]، [13/ 285]، [13/ 343]، [13/ 504]، ونقل في الموضع الأخير هذا النص:
((قال الحميدي: حدثنا سفيان قال: قال رجل للزهري: يا أبا بكر! قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ليس منا من شق الجيوب)) ما معناه؟، فقال الزهري: من الله العلم وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم)).
وفي ((فتح الباري)) (1/ 121) قال: ((قال الحميدي في نوادره: حدثنا سفيان حدثنا مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي قال: سأل عيسى ابن مريم جبريل عن الساعة قال: فانتفض بأجنحته وقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل)).
وذكره أيضًا في [تغليق التعليق] (2/ 246).
وسنبدأ غدًا بإذنه تعالى بدء موضوعنا، ونسأله تعالى التوفيق والرشاد.
كتبه محبكم في الله / مسعد الحُسيني
¥