تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما صحة الرواية [أنه عليه السلام تُرك يوماً و ليلة حتى اخضرت أظافره و ربا بطنه ... ]

ـ[الهادي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 08:28 م]ـ

قرأت حدبثا عن حال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته

و قرات فيه أنه عليه السلام تُرك يوماً و ليلة حتى اخضرت أظافره و ربا بطنه و انثنت خنصراه، فما مدى صحة هذا الخبر؟

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:42 م]ـ

هذا الخبر منكر جداً؛ في إسناده علتان:

الأولى: الإرسال؛ فقد رواه عبد الله البهي - وهو تابعي - مرسلاً.

الثانية: ضعف عبد الله البهي؛ قال أبو حاتم: [لا يحتج بالبهي وهو مضطرب الحديث]، وقال أحمد بن حنبل: [في حديث زائدة عن السدي عن البهي حدثتني عائشة كان عبد الرحمن بن مهدي قد سمعه من زائدة وكان يدع منه حدثتني عائشة وينكره يعني ينكر لفظه حدثتني قال أحمد والبهي سمع عائشة ما أرى هذا شيئاً إنما يروي عن عروة]، وقال ابن سعد: [كان ثقة معروفاً بالحديث]، وذكره ابن حبان في الثقات.

[فائدة]: هذا الخبر تسبب في محنة للإمام الحافظ الثقة وكيع بن الجراح، حيث رواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي.

فعلق على هذا الإمام الذهبي فقال:

[فَهَذِهِ زَلَّةُ عَالِمٍ، فَمَا لِوَكِيْعٍ، وَلِرِوَايَةِ هَذَا الخَبَرِ المُنْكَرِ، المُنْقَطِعِ الإِسْنَادِ! كَادَتْ نَفْسُهُ أَنْ تَذْهَبَ غَلَطاً، وَالقَائِمُوْنَ عَلَيْهِ مَعْذُوْرُوْنَ، بَلْ مَأْجُورُوْنَ، فَإِنَّهُم تَخَيَّلُوا مِنْ إِشَاعَةِ هَذَا الخَبَرِ المَرْدُوْدِ، غَضّاً مَا لِمَنْصِبِ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ يُوْهِمُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ إِذَا تَأَمَّلتَه، فَلاَ بَأْسَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - بِذَلِكَ، فَإِنَّ الحَيَّ قَدْ يَرْبُو جَوْفُهُ، وَتَستَرخِي مَفَاصِلُهُ، وَذَلِكَ تَفَرُّعٌ مِنَ الأَمرَاضِ (وَأَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ).

وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ تُجَوِّزَ عَلَيْهِ تَغَيُّرَ سَائِرِ مَوْتَى الآدَمِيِّينَ وَرَائِحَتِهِم، وَأَكْلَ الأَرْضِ لأَجْسَادِهِم، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمُفَارِقٌ لِسَائِرِ أُمَّتِهِ فِي ذَلِكَ، فَلاَ يَبْلَى، وَلاَ تَأْكلُ الأَرْضُ جَسَدَهُ، وَلاَ يَتَغَيَّرُ رِيْحُهُ، بَلْ هُوَ الآنَ - وَمَا زَالَ - أَطْيَبُ رِيْحاً مِنَ المِسْكِ، وَهُوَ حَيٌّ فِي لَحْدِهِ، حَيَاةَ مِثْلِهِ فِي البَرزَخِ الَّتِي هِيَ أَكمَلُ مِنْ حَيَاةِ سَائِرِ النَّبِيِّينَ، وَحَيَاتُهُم بِلاَ رَيْبٍ أَتَمُّ وَأَشرَفُ مِنْ حَيَاةِ الشُّهدَاءِ الَّذِيْنَ هُم بِنَصِّ الكِتَابِ: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِم يُرْزَقُوْنَ} [آلُ عِمْرَانَ: 169]، وَهَؤُلاَءِ حَيَاتُهُم الآنَ الَّتِي فِي عَالِمِ البَرْزَخِ حَقٌّ، وَلَكِنْ لَيْسَتْ هِيَ حَيَاةَ الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلاَ حَيَاةَ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلَهُم شِبْهٌ بِحَيَاةِ أَهْلِ الكَهْفِ]. انتهى.

ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:58 م]ـ

قول الذهبي "وَهُوَ حَيٌّ فِي لَحْدِهِ " ينقصه الدليل، والقبوريون يدّعون أيضاً ذلك وبه يبررون توسلهم بالنبي عليه السلام

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 08 - 05, 12:53 ص]ـ

الشيخ الفاضل: أحمد بن سالم، من أخرج هذا الخبر؟

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 07:01 م]ـ

ليت الاخ احمد يحضر لنا الحديث وسنده قبل ان يحكم عليه!!!

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 - 08 - 05, 08:27 م]ـ

أخي الفاضل ((الكويتي)):

هذا الخبر مشهور جداً في محنة الإمام وكيع بن جراح، ولهذا اكتفيت ببيان علته.

ثانياً: هذا الحديث أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/ 100 - 101) من طريقين عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي مرسلاً.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" معلقاً عن يحيى بن معين من نفس الطريق السابق.

وأخرجه ابن الجوزي في "المنتظم" من طريق ابن عدي السابق.

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 09:01 م]ـ

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي الكريم ولعل قصدي مما ذكرت انه من المتعارف عليه ان يطرح السند اولا مع المتن لينظر اليه الاخوة من باب الافادة والاستفادة

كما اشكرك على ذكر المصادر للرجوع اليها لكي يطرح هنا للاستفادة ونجعله مرجعا لمن بحث عنه مستقبلا

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن، يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: قال يحيى بن معين، حدّثنا قتيبة، حدَثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه. قال قتيبة: حدث بهذا الحديث وكيع وهو بمكة، وكانت سنة حج فيها الرشيد فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فأما عبد المجيد فقال: يجب أن يقتل هذا، فإنه لم يرو هذا إلا وفي قلبه غش للنبي صلى الله عليه وسلم.

المنتظم ابن الجوزي


وفي هذه السنة أو سنة خمس حدث وكيع بن الجراح بمكة عن عن إسماعيل بن أبي خالد البهي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى وجأ بطنه وانثنى خصره، وذكر غير هذا. فرفع إلى العثماني فأرسل إليه فحبسه، وعزم على قتله وصلبه، وأمر بخشبة أن تنصب خارجاً من الحرم، وبلغ وكيعاً وهو في الحبس.
المعرفة والتاريخ الفسوي
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير