تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجزء الأول من ((((تنبيه الأنام لكذب وبطلان كثيرٍ من ما أشتهر على ألسنة العوام))

ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:33 م]ـ

الجزء الأول من ((((تنبيه الأنام لكذب وبطلان كثيرٍ من ما أشتهر على ألسنة العوام))

الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ.

اشتهَر فى هذه الأيام الكثيرُ من الخطباء والوعاظ، واشتهَر بالتالى كثيٌر مما يقولونه على المنابر من الأحاديث الباطلة والمنكرة والموضوعة، وأخذَ العوامُ يردودنَ هذه الأحاديث، غيرَ مكترثينَ لدرجتها من الصحَّة أو الضعف.

كَذِبٌ يُقَالُ عَلَى الْمَنَابِرِ دائِماً أَفَلا يَمِيدُ لِمَا يُقَالُ الْمِنْبَرُ

والطَّامَّةُ الكبرى أن الكثير من هذه الأحاديث مكذوبةٌ على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع وضوح الدلالة على التحذِير من الكذِب عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففى محكم التنزيل (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وأخرج الشيخان فى ((الصحيحين)) من حديث مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بنَ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ)، ومن حديث سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، ومن حديث يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). وهو متواتر عن عدة من الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

ولذا فقد شرعتُ فى إعداد بحثٍ فى هذا الموضوع أسميته:

((تنبيه الأنام لكذب وبطلان كثيرٍ من ما أشتهر على ألسنه العوام)).وقد أعتمدتُ فى المقام الأول على ((السلسلة الضعيفة)) للشيخ الإمام علامة الشام ومحدثى ديار الإسلام: ناصر الدين الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ، وذكرت فيه الأحاديث الموضوعة والباطلة والمنكرة، ولم أذكر من الضعيف الا القليل لأنه مظنة الثبوت.

(لطيفة فى التحذير من الكَذُوبُ) قال أبو العتاهية الشاعر:

إِيّاكَ مِنْ كَذَبِ الْكَذُوبِ وَإِفْكِهِ فَلَرُبَّما مَزَجَ اليَقينَ بِشَكِّهِ

وَلَرُبَّما ضَحِكَ الكَذُوبُ تَكَلُّفاً وَبَكى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَمْ يُبْكِهِ

وَلَرُبَّما صَمَتَ الكَذُوبُ تَخَلُّقاً وَشَكَى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَمْ يُشْكِهِ

وَلَرُبَّما كَذَبَ اِمرُؤٌ بِكَلامِِِهِ وَبِصَمتِهِ وَبُكائِهِ وَبِضِحْكِهِ

فما أروعه .. وما أبينه .. وما ألطفه تصويراً، يفضح حقائق الكذَّابين بكلامهم، وبكائهم، وتشنجاتهم، وحماساتهم، وخطبهم الجوفاء!!.

وقبل الشروع فيما له قصدت، لابد من مقدمةٍ فى التحذير من رواية الموضوعات والأباطيل والمناكير، فإن ذلك من المطلوبات المهمات، والضرورات الشرعيات.

قَالَ شَيْخُنَا أبو مُحَمَّدٍ الأَلْفِىُّ _ حفظه الله _ فى ثنايا تحقيقه للأحاديث الضعيفة والموضوعة فى الحجامة فى كتابه القيم ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة)): ((الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه، وخفض الكذب والزُّور وفضحه، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزِّيادة والنُّقصان، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصِّدق والبرهان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير