كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ، يَقُلْنَ: يَا رَبِّ تُهْبِطُنَا إِلَى أَرْضِكَ إِلَى مَنْ يَعْصِيكَ؟، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّى حَلَفْتُ لا يَقْرُأكُنَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ، وَإِلا أَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ الْقُدْسِ، وَإلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِى الْمَكْنُونِ فِي كُلِّ يَوْمٍ تِسْعِينَ نَظْرَةً، وَإَلا قَضَيْتُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ حَاجَّةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ، وَإَلا نَصَرْتُهُ مِنْ كُلِّ عَدُوٍ، وَأَعَذْتُهُ مِنْهُ)).
وقال: هذا حديث موضوعٌ، تفرَّد به الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ. قال أبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كان الحارث ممن يروى عن الأثبات الموضوعات، روى هذا الحديث، ولا أصل له. وقال أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ: الحارث كذَّابٌ، ولا أصل لهذا الحديث.
ثم قال الحافظ أبْو الْفَرَجِ: ((قلت: كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا، فاستعملته نحواً من ثلاثين سنة، لحسن ظنى بالرُّواة، فلما علمت أنه موضوع تركته، فقال لى قائلٌ: أليس هو استعمال خير؟، قلت: اِسْتِعْمِالُ الْخَيْرِ يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ مَشْرُوعَاً، فَإِذَا عَلِمْنَا أَنه كَذِبٌ خَرَجَ عَنْ الْمَشْرُوعِيَّةِ)) اهـ.
قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِىُّ فى ((الضَّعِيفَةِ)) (ج1/ 139): ((وفيما حكاه ابن الجوزى عن نفسه لعبرةٌ بالغةٌ، فإنها حال أكثر علماء هذا الزمان ومن قبله، من الذين يتعبدون الله بكل حديثٍ يسمعونه من مشايخهم، دون التحقق من صحَّته، وإنما هو مجرد حسن الظنِّ بهم.
فرحم الله امرأً رأى العبرة بغيره، فاعتبر)).
هذا، وقد اعتمدتُ فى هذا التصنيف فى المقام الأول على ((السلسلة الضعيفة)) للشيخ الإمام علامة الشام ومحدثى ديار الإسلام: نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِىِّ ـ طيِّبَ اللهُ ثَرَاهُ ـ، وذكرت فيه الأحاديث الموضوعة والباطلة والمنكرة، ولم أذكر من الضعيف الا القليل، لأنه مظنة الثبوت.
وهذا آوان الشروع فى المقصود
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:38 م]ـ
(1) (الْخَيْرُ فِىَّ، وَفِى أُمَّتِى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
لا أصل له: قال السخاوى فى ((المقاصد الحسنة)): ((قال شيخنا ـ يعنى ابن حجر العسقلانى ـ: لا أعرفه)).
وقال ابن حجر الهيثمى الفقيه فى ((الفتاوى الحديثية)) (134): ((لم يرد بهذا اللفظ)).
قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِىُّ ـ رحمه الله ـ فى ((السلسلة الضعيفة)) (ج 1ص 51): ((ولذلك أورده السيوطى فى ((ذيل الأحاديث الموضوعة)) رقم (1220) بترقيمى)).
ويغنى عن هذا الحديث قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ)).
أخرجه مسلم والبخارى كلاهما من حديث عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به)) اهـ.
قلت: حديث ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ)) متواترٌ بمعناه، يرويه ستة عشر صحابياً أو يزيدون، كما نصَّ عليه أبو الفيض الكتانِىُّ فى ((النظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (رقم 145).
وفى حديث معاوية زيادةٌ مستحسنةٌ ((فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ)).
(2) (أَنَا جَدُّ كُلِّ تَقِيٍّ)
لا أصل له: سئل عنه السيوطى فى كتابه ((الحاوى للفتاوى)) (2/ 89) فقال: ((لا أعرفه)).
¥