تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ شَيْخُنَا أبو مُحَمَّدٍ الأَلْفِىُّ: ((ورد بلفظ ((آلُ مُحَمَّدٍ كُلُّ تَقِيٍّ)) بإسانيد واهية عن أنس. فقد أخرجه الطبرانى ((الصغير)) (318) و ((الأوسط)) (3332)، وابن عدى ((الكامل)) (7/ 41) من طريق نُعَيْمِ بْنِ حَماد حدثنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟، فقال: ((كُلُّ تَقِيٍّ) وتلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن أولياؤه إلا المتقون)).

وقال أبو القاسم: لم يروه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إلا نُوحٌ، تفرد به نُعَيْمٌ.

قلت: وهذا موضوع، نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أبو عصمة المروزى؛ المعروف بالجامع، متروك الحديث اتهمه ابن المبارك بالوضع، وعامة ما يرويه مناكير لا يتابع عليها، وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل.

وله طريق أخرى عن أنس. فقد أخرجه تمام الرازى ((الفوائد)) (1567) من طريق شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هرمز عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟، فقال: ((كُلُّ تَقِيٍّ مِنْ أُمةِ مُحَمَّدٍ)).

قلت: وهذا موضوع كسابقه، نافع أبو هرمز، مجمع على ضعفه، وكذبه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة)) اهـ كلام شيخنا.

(3) (الْحَدِيثُ فِى الْمَسْجِدِ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَا تَأْكُلُ الْبَهَائِمُ الْحَشِيشَ)

لا أصل له: أورده الغزالى فى ((الإحياء)) (1/ 136) وقال عنه مخرج الإحياء الحافظ زين الدين العراقى: ((لم أقف له على أصل)).

وقال عبد الوهاب السبكى فى ((طبقات الشافعية)): ((ولم أجد له إسناداً)).

والمشتهر على الألسنة (الكلام المباح فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). وهو هو.

(4) (أَصْحَابِى كَالنُّجُومِ بِأَيهم اِقْتَدَيْتُمْ اِهْتَدَيْتُمْ)

موضوع: رواه ابن عبد البر فى ((جامع بيان العلم وفضله)) (2/ 91)، وابن حزم فى ((الإحكام)) (6/ 82) من طريق الْحَارِثِ بْنِ غُصَيْنٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ مرفوعاً به.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: ((هذا إسنادٌ لا تقوم به حجة، لأن الْحَارِثَ بْنَ غُصَيْنٍ مجهول)).

وقال أبو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ: ((هذه رواية ساقطة، والْحَارِثِ بْنِ غُصَيْنٍ هذا هو أبو وهبٍ الثقفى، وسلام بن سليمان يروى الأحاديث الموضوعة، وهذا منها بلا شك)).

قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِىُّ ((الضعيفة)) (ج1 ص79): ((والحمل فى هذا الحديث على سلام بن سليم؛ مجمع على ضعفه، بل قال ابن خراش: كذاب. وقال ابن حبان: يروى أحاديث موضوعة)). وقال أحمد: ((لا يصح هذا الحديث)) كما فى ((المنتخب)) لابن قدامة (10/ 199).

وأما قول الشعرانى فى ((الميزان)) (1/ 28): ((هذا الحديث وإن كان فيه مقالٌ عند المحدِّثين، فهو صحيحٌ عند أهل الكشف. فهذا باطلٌ وهراءٌ لا يُلتفت إليه، لأن تصحيح الأحاديث عن طريق الكشف بدعةٌ صوفيَّةٌ مقيتةٌ، والاعتماد عليها يؤدى إلى تصحيح أحاديث باطلة لا أصل لها، كهذا الحديث!)) اهـ.

وقَالَ شَيْخُنَا أبو مُحَمَّدٍ الأَلْفِىُّ: ((ومن تمام كلام أبى مُحَمَّدٍ بْنِ حَزْمٍ الذى أبان عللاً أخرى لهذا الحديث، قال: وَكَتَبَ إلِيَّ أبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِ النَّمَرِيُّ: أن هذا الحديث رُوي أيضاً من طريق عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، ومن طريق حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ.

قال: وعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ وأبوه متروكان، وحَمْزَةُ الْجَزَرِيُّ مجهول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير