تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما صحة هذا الاثر الذي صححه السخاوي في الاجوبة المرضية من صلى علي عند قبري سمعته ...]

ـ[حنبل]ــــــــ[04 - 09 - 05, 10:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله.

مشايخنا الاجلاء ...............

و طلبة العلم الاعزاء ...................

بارك الله فيكم و نفع بكم ..............

هل صحيح ان هذا الاثر صحيح ................

من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أعلمته.

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 3/ 929

ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[05 - 09 - 05, 04:29 م]ـ

هذا نص ما قاله العلاّمة الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (1/ 366):

" من صلى علي عند قبري سمعته , و من صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني , و كفي بها أمر دنياه و آخرته , و كنت له شهيدا أو شفيعا ".

موضوع بهذا التمام.

أخرجه ابن سمعون في " الأمالي " (2/ 193 / 2) و الخطيب في " تاريخه " (3/ 291 - 292) و ابن عساكر (16/ 70 / 2) من طريق محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا.

و أخرج طرفه الأول أبو بكر بن خلاد في الجزء الثاني من حديثه (115/ 2) و أبو هاشم السيلقي فيما انتقاه على ابن بشرويه (6/ 1) و العقيلي في " الضعفاء " (4/ 136 ـ 137) و البيهقي في " الشعب " (2/ 218) و قال العقيلي: لا أصل له من حديث الأعمش , و ليس بمحفوظ , و لا يتابعه إلا من هو دونه , يعني ابن مروان هذا , ثم روى الخطيب بإسناده عن عبد الله بن قتيبة قال: سألت ابن نمير عن هذا الحديث ? فقال: دع ذا , محمد بن مروان ليس بشيء.

قلت: و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 303) من رواية العقيلي ثم قال: لا يصح , محمد بن مروان هو السدي الصغير كذاب , قال العقيلي: لا أصل لهذا الحديث.

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " (1/ 283) بقوله: قلت: أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من هذا الطريق , و أخرج له شواهد.

قلت: ثم ساقها السيوطي و بعضها صحيح , مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " و قوله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد يسلم علي ... " الحديث و تقدم ذكره قريبا (ص 362) , و هي كلها إنما تشهد للحديث في الجملة , و أما التفصيل الذي فيه و أنه من صلى عليه عند قبره صلى الله عليه وسلم فإنه يسمعه , فليس في شيء منها شاهد عليه.

و أما نصفه الآخر , فلم يذكر السيوطي و لا حديثا واحدا يشهد له , نعم قال السيوطي: ثم وجدت لمحمد بن مروان متابعا عن الأعمش , أخرجه أبو الشيخ في " الثواب " حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الأعرج حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا أبو معاوية عن الأعمش به.

قلت: و رجال هذا السند كلهم ثقات معروفون غير الأعرج هذا , و الظاهر أنه الذي أورده أبو الشيخ نفسه في " طبقات الأصبهانيين " (ص 342/ 463) فقال: عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبو صالح الأعرج , ثم روى عنه حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو مجهول , و سيأتي تخريج أحدهما برقم (5835) و سوف يأتي له ثالث برقم (6246) بإذن الله.

فقول الحافظ في " الفتح " (6/ 379): سنده جيد , غير مقبول , و لهذا قال ابن القيم في هذا السند: إنه غريب , كما نقله السخاوي عنه في " القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع " (ص 116) و قال ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي في الرد على السبكي " (ص 190): و قد روى بعضهم هذا الحديث من رواية أبي معاوية عن الأعمش , و هو خطأ فاحش , و إنما هو محمد بن مروان تفرد به و هو متروك الحديث متهم بالكذب.

على أن هذه المتابعة ناقصة , إذ ليس فيها ما في رواية محمد بن مروان: " و كفي بها أمر دنياه ... " , كذلك أورده الحافظ ابن حجر و السخاوي من هذا الوجه خلافا لما يوهمه فعل السيوطي حين قال: ... عن الأعمش به , يعني بسنده و لفظه المذكور في رواية السدي كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف.

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرد على الأخنائي " (ص 210 - 211): و هذا الحديث و إن كان معناه صحيحا (لعله يعني في الجملة) فإسناده لا يحتج به , و إنما يثبت معناه بأحاديث أخر , فإنه لا يعرف إلا من حديث محمد بن مروان السدي الصغير عن الأعمش و هو عند أهل المعرفة بالحديث موضوع على الأعمش.

و قال في مختصر الرد المذكور (27/ 241 ـ مجموع الفتاوي): حديث موضوع , و إنما يرويه محمد بن مروان السدي عن الأعمش , و هو كذاب بالاتفاق و هذا الحديث موضوع على الأعمش بإجماعهم.

و جملة القول أن الشطر الأول من الحديث ينجو من إطلاق القول بوضعه لهذه المتابعة التي خفيت على ابن تيمية و أمثاله , و أما باقيه فموضوع لخلوه من الشاهد , و بالشطر الأول أورده في " الجامع " من رواية البيهقي!

فائدة: قال الشيخ ابن تيمية عقب كلامه المتقدم على الحديث: و هو لو كان صحيحا فإنما فيه أنه يبلغه صلاة من صلى عليه نائيا , ليس فيه أنه يسمع ذلك كما وجدته منقولا عن هذا المعترض (يريد الأخنائي) , فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم , و لا يعرف في شيء من الحديث , و إنما يقوله بعض المتأخرين الجهال: يقولون: إنه ليلة الجمعة و يوم الجمعة يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليه , فالقول إنه يسمع ذلك من نفس المصلين (عليه) باطل , و إنما في الأحاديث المعروفة إنه يبلغ ذلك و يعرض عليه , و كذلك السلام تبلغه إياه الملائكة.

قلت: و يؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ... " الحديث و هو صحيح كما تقدم (ص 364) فإنه صريح في أن هذه الصلاة يوم الجمعة تبلغه و لا يسمعها من المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير