تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 09 - 03, 06:18 م]ـ

كتاب سنن الدارقطني وصفه الزيلعي بأنه «مجمع الأحاديث المعلولة، ومنبع الأحاديث الغريبة».

قال الذهبي: «سنن الدارقطني بيت المنكرات».

قال شيخ الإسلام في الرد على البكري (1\ 78): «الدارقطني صَنّفَ سُننه ليذكر فيها غرائب السُّنَن. وهو في الغالب يبيّن ما رواه، وهو من أعلم الناس بذلك». قال هذا شيخ الإسلام رداً على البكري الجاهل الذي ظن أن الدراقطني يحتج بكل الأحاديث في سننه!!

وقال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5\ 299): «أبو الحسن (الدراقطني) –مع إتمام إمامته في الحديث– فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه، ويجمع طرقها. فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله».

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 09:17 ص]ـ

جزاكما الله خيراً أيها الشيخان الكريمان، ولا عدمنا فوائدكما.

وما ذكره الشيخ محمد الأمين ظاهر في أن الدارقطني ألف كتابه واعتنى بجمع الأحاديث الغريبة، فلا يستدل بوجود تلك الأحاديث في كتابه على تساهله، لأنه لم يشترط في كتابه صحة الحديث.

قال ابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 317: (فصل وأما حديث معاذ بن جبل فلقد وهت مسألة يحتج فيها بمثل هذا الحديث الباطل والدارقطني إنما رواه للمعرفة وهو أجل من أن يحتج به).

ويكفي في معرفة قدر علم الدارقطني كتابه العلل، الذي قال الذهبي لو صح أنه أملاه من حفظه لكان أحفظ أهل الدنيا.

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 02:20 م]ـ

الدارقطني صنف السنن على نمط الفقهاء، فاستدل لمذهبه واستدل

للمذاهب الأخرى أيضا، ولذلك يورد كل ما استدل به الفقهاء في

مذاهب (مما وسعه علمه) فلا بد من أن ترد الأحاديث التي استدل

بها الفقهاء على مذاهبهم وإن كانت ضعيفة أو غريبة أومنكرة

أو شاذة أو حتى موضوعة، وإيرادها ليس لأنه أراد إيراد الضعيف

والمنكر للمعرفة، فالمحدثون لا يفعلون هذا ويطلقون علي الكتاب

اسم السنن، وإلا كان خيانة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ...

وما قيل في سنن الدارقطني أنه مجمع المنكرات قاله النقاد استقراء

أما أن يكون صنفه لبيان الروايات الفقهية المعلولة فيحتاج إلى

إثبات من كلام الدراقطني ومن كتاب الدراقطني وكلام شيخ الإسلام لا ينتهض

لإثبات أن غرض الدراقطني من تأليف سننه هو بيان الروايات الفقهية

المعلولة بالأصالة ... بل إن شيخ الإسلام أشار إلى أن الدراقطني

ربما جمع طرق الغرائب لأنه ما يحتاج إليه في الفقه ...

ولم يذكر أحدا من أئمة النقد أن سنن الدارقطني كتاب علل أو أن

الدارقطني صنفه خصيصا لبيان العلل في الأحاديث الفقهية ... والله أعلم.

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 04:21 م]ـ

لكن يا أخ رضا هل ثمرة كلامك أن الدارقطني متساهل، ولم يورد تلك الأحاديث للمعرفة بل للاحتجاج.

ثم الاستقراء قد يفيدنا في معرفة غرض المصنف، وإن لم نجد نصا صريحا من كلامه في بيان غرض تصنيفه.

وشيخ الإسلام إمام حافظ قيل فيه كل حديث لا يعرفه فليس بحديث فكيف لا يعتمد على استقرائه.

ومما يوضح المسألة في نظري أننا لا نشك في إمامة الدارقطني وحفظه وعندما نراه في كثير من الأبواب يعرض عن الأحاديث المشهورة الصحيحة المعروفة ويورد أحاديث غرائب يدل على أن جمع الغرائب من غرض تصنيفه، وكيف يترك الصحاح التي احتج بها الفقهاء لأحاديث غرائب؟؟؟

هذا ما ظهر لي، وكتبته للمباحثة.

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[03 - 10 - 03, 12:04 ص]ـ

ثم راجعت كتاب السنة النبوية لعبد الفتاح أبو غدة، فرأيته قد نقل الأقوال السابقة وغيرها في عناية الدارقطني بالغرائب، ثم بالغ في تقرير ذلك بكلامه وبنقله بحث أحد تلامذته بحيث جعلا الغرض من التأليف أصلاً هو الأحاديث الضعيفة والمنكرة، وجعلا سنن الدارقطني – وإن لم يصرحا بذلك – مثل السلسلة الضعيفة للألباني أو الموضوعات لابن الجوزي، وهذا المبالغة لا تسلم له، ولعل منشأها الاعتماد على الدراسة النظرية، ولعل هذا القول هو الذي أردت الرد عليه يا أخانا الفاضل رضا صمدي!!.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 - 10 - 03, 08:13 ص]ـ

كيف هذا وقد روى عدة أحاديث في سننه وقال عقبها حديث حسن مثلا

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 10 - 03, 12:33 م]ـ

الأخ المكرم أبا يوسف ...

أنا لم أتعرض لقضية تساهل الدارقطني أو تشدده، ولا أراها تستنبط من مثل

هذه القضية (لماذا ألف كتابه السنن)، وعندي وجهة نظر في قضية التساهل

والتشدد مبنية عن استقراء لكثير من مقالات النقاد، وهي أن التساهل

والتشدد مسألة نسبية، وليست مطردة في كل حالات النقد عند الناقد،

وما أقرره هنا حول قضية كتاب السنن للدارقطني مبنية على النظرية العامة

في عدالة الأمة وأمانتهم في العلم الشرعي (بصفة عامة) وفي رواية

الحديث ونقده (بصفة خاصة) ...

الدارقطني ألف كتابا سماه السنن، ونعلم أن له مصنفات كثيرة غير السنن،

ومنها كتب متخصصة في الحديث والعلل، بل في علل بعض الرواية، بل في

علل حديث راو بعينه، فما الذي يستدعي الإمام الدارقطني أن يؤلف كتابا

في العلل والغرائب ويسميه السنن ..

فهي ليست عادة المحدثين، أي تسمية كتب الغرائب بالسنن ..

كما أن المتتبع لكتاب السنن يرى أنه يورد أحاديث الاستدلال، أي التي

يستدل بها أرباب المذاهب فيما يذهبون إليه من آراء، وينقد مصححا

ومضعفا ومحسنا وكثير من أحاديث السنن من مرويات الصحيحين، ويصرح

الدارقطني نفسه بذلك .. فهل مثل هذا يكون ألفه لأجل بيان العلل

والغرائب، لا يكون ... بل لا يليق أن نقول هذا عن الدارقطني ...

واللائق به والمناسب أن يقال إن الدراقطني الف كتابه على نمط الفقهاء،

يعني أورد أدلة الفقهاء في المسائل الفقهية المختلفة، ولم يعتن بكون

ما استدل به الفقهاء صحيحا أو ضعيفا وإنما يورد ما استدلوا به كيفما

اتفق، وقد يكون ما استدلوا به ضعيفا فيبينه أوغريبا فيوضحه أو معلولا

فيكشف عن علته، وربما خفيت وغمضت العلة فيورد الروايات ليوازن

غيره ويقارن ويجتهد في اجتثاث العلة بنفسه.

إنما أدافع عن غرض الدارقطني في تأليف السنن .. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير