قلت وهو حديث طويل قال الحافظ ابن كثير عقبه:
هذا حديث غريب جدا كتبناه لما فيه من دلائل النبوة ومحاسن الاخلاق ومكارم الشيم وفصاحة العرب وقد ورد هذا من طريق أخرى وفيه أنهم لما تحاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقراقر مكان قريب من الفرات جعلوا شعارهم اسم محمد فنصروا على فارس بذلك وقد دخلوا بعد ذلك في الاسلام
أقول وهو في دلائل النبوة للبيهقي ج2/ص427 بدون الفقرة الأخيرة وكذا عند أبي نعيم ص 282
والحديث مروي من طريقين لا تخلوان من مقال ونقل ابن حجر بعض التضعيفات لطرقه في بعض كتبه إلا أنه صرح في الفتح عند شرح حديث رقم 3889 بقوله:
أخرجه أبو نعيم والحاكم والبيهقي في الدلائل بإسناد حسن وتبعه الزقاني فحسنه في شرحه على المواهب فلعله لاعتضاده.
ويقال في العزو لأبي نعيم ما سبق التعليق عليه من نقص النسخ المطبوعة بين أيدينا وأنها المنتخب لا النسخة الكاملة
أما عزو الحافظين ابن كثير وابن حجر للحاكم فلم أجده في المستدرك فلعله في بعض كتبه الأخرى.
وقد علقه الطبري في تاريخه ج1/ص472 واليعقوبي ج2/ص46
وعزاه السهيلي في الروض الانف ج2/ص 238 للخطابي ولقاسم بن ثابت بن حزم أقول يكنى بأبي محمد السرقسطي المتوفى سنة 302 هـ وكتابه الدلائل في الحديث لم أره مطبوعا ويظهر أنه كتاب عظيم المقدار غزير العلم
قال أبو علي القالي فيه: ما اعلم انه وضع بالأندلس مثل كتاب الدلائل
قال بن الفرضي ولو قال ما وضع مثله بالمشرق ما ابعد، مات ولم يكمله فاتمه أبوه أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسطي الحافظ المشهور المتوفى سنة 314 اهـ من الرسالة المستطرفة ص155 وانظر فهرسة ابن خير الإشبيلي ص161 وفهرس ابن عطية ص139 وكشف الظنون ص760 وأبجد العلوم ج2/ص391
================================
حديث بشير بن يزيد الضبعي
قال الطبراني حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن سواء حدثني الأشهب الضبعي حدثني بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
المعجم الكبير ج2/ص46
قال في مجمع الزوائد ج6/ص211
رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف
قلت وهو شاهد للفقرة الأولى من الحديث وسليمان الشاذكوني سبق الكلام عنه
لكنه لم ينفرد فقد رواه خليفة في طبقاته من غير طريقه فقال حدثني محمد بن سواء قال حدثنا أبو الأشهب الصنعاني عن بشر بن يزيد الصنعاني وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه يوم ذي قار اليوم أول يوم انصفت فيه العرب من ملك العجم
الطبقات لابن خياط ص42
ومن طريقه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج7/ص77 والبخاري في التاريخ الكبير ج2/ص105 و ج8/ص313 وابن عبد البر في الاستيعاب ج1/ص177
وابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام ص110
وأضاف السيوطي في الخصائص عزوه لبقي بن مخلد في مسنده والبغوي وكذا لابن السكن وأبي نعيم وابن قانع كما في كنز العمال ج10/ص268 وج11/ص170
وقال الحافظ في الإصابة 1/ص316
ووقع في سياقه وكان قد أدرك الجاهلية
قال وذكره بن حبان في التابعين فقال شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل قلت وليس في شيء من طرق حديثه له سماع فالله أعلم
============================
بعض البلاغات
حفص بن مجاهد العالم بأخبار الناس
روى الإمام أحمد عن هشيم قال ثنا هشيم أخبرني شيخ من قيس يقال له حفص بن مجاهد وكان عالما بأخبار الناس قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بي نصروا قال وكان ذلك عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
العلل ومعرفة الرجال ج1/ص129
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص829
ولم أقف على ترجمة حفص هذا سوى ما ذكر هنا.
وهشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال من رجال الستة ومن كبار أتباع التابعين ومن شيوخ أحمد روى عن جمع غفير وهنا صرح بالتحديث والإسناد على أفضل أحواله مرسل بل معضل
وفي الإصابة ج2/ص135 في ترجمة حنظلة بن سيار العجلي
قال أبو عبيدة في كتاب المآثر كان رئيسا في الجاهلية وهو صاحب قبة حنظلة ضربها يوم ذي قار فتقطعت عليها بكر بن وائل فقاتلوا الفرس حتى هزموهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فسره وقال هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا
ولم يذكر سنده.
فالخلاصة أن الحديث أصله حديث خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده ورجاله ثقات وفي سنده ضعف يسير ينجبر بشواهده خاصة حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح وحديث الأخرم بن سيدان رضي الله عنه.
هذا بالنسبة لصحة أو حسن الحديث، ويبقى الكلام على معناه وليس هو من تحقيق السند هنا.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
لإفادات الإخوة
¥